هود ٧٦ - ٧٩
التوبة كما حمله على الاستغفار لأبيه فقالت الملائكة يا إبراهيم أعرض عن هذا الجدال و إن كانت الرحمة ديدنك إنه قد جاء أمر ربك قضاؤه وحكمه وإنهم آتيهم عذاب غير مردود لا يرد بجدال وغير ذلك عذاب مرتفع باسم الفاعل وهو آتيهم تقديره و إنهم يأتيهم ثم خرجوا من عند إبراهيم متوجهين نحو قوم لوط وكان بين قرية إبراهيم وقوم لوط أربعة فراسخ ولما جاءت رسلنا لوطا اتوه ورأى هيآتهم وجمالهم سيء بهم أحزن لأنه حسب أنهم انس فخاف عليهم خبث قومه و أن يعجز عن مقاومتهم ومدافعتهم وضاق بهم ذرعا تمييز أى وضاق بمكانهم صدره وقال هذا يوم عصيب شديد روى أن الله تعالى قال لهم لا تهلكوهم حتى يشهد عليهم لوط اربع شهادات فلما مشى معهم منطلقا بهم إلى منزله قال لهم اما بلغكم أمر هذه القرية قالوا وما امرهم قال أشهد بالله أنها لشر قرية فى الأرض عملا قال ذلك اربع مرات فدخلوا معه منزله ولم يعلم بذلك احد فخرجت امرأته فأخبرت بهم قومها وجاءه قومه يهرعون إليه يسرعون كانما يدفعون دفعا ومن قبل كانوا يعملون السيئات ومن قبل ذلك الوقت كانوا يعملون الفواحش حتى مرنوا عليها وقل عندهم استقباحها فلذلك جاءوا يهرعون مجاهرين لا يكفهم حياء قال يا قوم هؤلاء بناتى فتزوجوهن أراد أن يقى أضيفاه ببناته وذلك غاية الكرم وكان تزويج المسلمات من الكفار جائزا فى ذلك الوقت كما جاز فى الابتداء فى هذه الامة فقد زوج رسول الله صلى الله عليه و سلم ابنتيه من عتبة بن أبى لهب و أبى العاص وهما كافران وقيل كان لهم سيدان مطاعان فأراد لوط أن يزوجهما ابنتيه هن أطهرلكم أحل هؤلاء مبتدأ وبناتى عطف بيان وهن فصل وأطهر خبر المتبدا أو بناتى خبر هن اطهر مبتدأ وخبر قاتقوا الله بإيثارهم عليهم ولا تخزون ولا تهينونى ولا تفضحونى من الخزة أو ولا تخجلونى من الخزاية وهى الحياء وبالياء أبو عمرو فى الوصل فى حتيفى فى حق ضيوفى فانه إذا خزى ضيف الرجل أو جاره فقد خزى الرجل وذلك من عراقة الكرم وأصالة المروءة أليس منكم رجل رشيد أى رجل واحد يهتدى إلى طريق الحق وفعل الجميل والكف عن السوء قالوا لقد علمت مالنا فى بناتك