هود ٨٣ - ٨٧
اسم من يرمى به عند ربك في خزائنه أو فى حكمه وما هى من الظالمين ببعيد بشىء بعيد وفيه وعيد لأهل مكة فإن جبريل عليه السلام قال لرسول الله صلى الله عليه و سلم يعنى ظالمى امتك ما من ظالم منهم إلا وهو بعرض جحر يسقط عليه من ساعه الى ساعه أو الضمير للقرى أى هى قريبة من ظالمى مكة يمرون بها فى مسايرهم و إلى مدين اخاهم شعيبا هو اسم مدينتهم أو اسم جدهم مدين بن إبراهيم أى وارسلنا شعيبا إلى ساكنى مدين أو إلى بنى مدين قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال أى المكيال بالمكيال والميزان والموزون بالميزان إنى أراكم بخير بثروة وسعة تغنيكم عن التطفيف أو اراكم بنعمة من الله حقها أن تقابل بغير ما تفعلون وإنى أخاف عليكم عذاب يوم محيط مهلك من قوله وأحيط بثمره وأصله من إحاطة العدو والمراد عذاب الاستئصال فى الدنيا أو عذاب الآخرة ويا قوم اوفوا المكيال والميزان اتموهما بالقسط بالعدل نهوا أولا عن عين القبيح الذى كانوا عليه من نقص المكيال والميزان ثم ورد الأمر بالإيفاء الذى هو حسن فى العقول لزيادة الترغيب فيه وجيء به مقيدا بالقسط أى ليكن الإيفاء على وجه العدل والتسوية من غير زيادة ولا نقصان ولا تبخسوا الناس اشياءهم البخس النقص كانوا ينقصون من اثمان ما يشترون من الاشياء فنهوا عن ذلك ولا تعثوا فى الارض مفسدين العثى والعبث أشد الفساد نحو السرقة والغارة وقطع السبيل ويجوز أن يجعل البخس والتطفيف عيثا منهم فى الأرض بقيت الله ما يبقى لكم من الحلال بعد التنزه عما هو حرام عليكم خير لكم إن كنتم مؤمنين بشرط أن تؤمنوا نعم بقية الله خير للكفرة أيضا لأنهم يسلمون معها من تبعة البخس والتطفيف إلا أن فائدتها تظهر مع الإيمان من حصول الثواب مع النجاة من العقاب ولاتظهر مع عدمه لانغماس صاحبها فى غمرات الكفر وفى ذلك تعظيم للايمان وتنبيه على جلالة شأنه أو المراد إن كنتم مصدقين لى فيما أقول لكم وانصح به إياكم وما أنا عليكم بحفيظ لنعمه عليكم فاحفظوها بترك البخس قالوا يا شعيب أصلواتك وبالتوحيد كوفى غير أبى بكر