هود ٨٧ - ٨٩
تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل فى أموالنا ما نشاء كان شعيب عليه السلام كثير الصلوات وكان قومه يقولون له ما تستفيد بهذا فكان يقول إنها تامر بالمحاسن وتنهى عن القبائح فقالوا على وجه الاستهزاء أصلواتك تأمرك أن تأمرنا بترك عبادة ما كان يعبد آباؤنا أو أن نترك التبسط فى اموالنا ما نشاء من إيفاء ونقص وجاز أن تكون الصلوات آمرة مجازا كما سماها الله تعالى ناهية مجازا إنك لأنت الحليم الرشيد أى السفيه الضال وهذه تسمية على القلب استهزاء أو انك حليم رشيد عندنا ولست تفعل بنا ما يقتضيه حالك قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربى ورزقنى منه من لدنه رزقا حسنا يعنى النبوة والرسالة أو مالا حلالا من غير بخس وتطفيف وجواب أرأيتم محذوف أى أخبرونى إن كنت على حجة واضحة من ربى وكنت نبيا على الحقيقة أيصح لى أن لا آمركم بترك عبادة الأوثان والكف عن المعاصى والانبياء لا يبعثون إلا لذلك يقال خالفنى فلان إلى كذا إذا قصده و أنت مول عنه وخالفنى عنه إذا ولى عنه و أنت قاصده ويلقاك الرجل صادرا عن الماء فتسأله عن صاحبه فيقول خالفنى إلى الماء يريد أنه قد ذهب إليه و أراد و أنا ذاهب عنه صادرا ومنه قوله وما أريد أن اخالفكم إلى ما انهاكم عنه يعنى أن أسبقكم إلى شهواتكم التى نهيتكم عنها لاستبد بها دونكم إن أريد إلا الإصلاح ما أريد إلا أن أصلحكم بموعظتى ونصيحتى وامرى بالمعروف ونهى عن المنكر ما استطعت ظرف أى مدة استطاعتى للاصلاح ومادمت متمكنا منه آلو فيه جهدا وما توفيقى إلا بالله وما كونى موفقا لإصابة الحق فيما آنى وأذر إلا بمعونته وتأييده عليه توكلت اعتمدت و إليه انيب أرجع فى السراء والضراء جرم مثل كسب فى تعديه إلى مفعول واحد و إلى مفعولين ومنه قوله ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم أى لا يكسبنكم خلافى إصابة العذاب مثل ما اصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وهو الغرق والريح والرجفة وما قوم لوط منكم ببعيد فى الزمان فهم أقرب الهالكين منكم أو فى المكان فمنازلهم قريبة منكم أو فيما يستحق به الهلاك وهو الكفر والمساوى وسوى فى قريب وبعيد وقليل وكبير بين المذكر والمؤنث لورودها على زنة المصادر