هود ٩٠ - ٩٣
التي هي الصهيل والنهيق ونحوهما واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربى رحيم يغفر لأهل الجفاء من المؤمنين ودود يحب أهل الوفاء من الصالحين قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول أى لا نفهم صحة ما تقول وإلا فكيف لا يفهم كلامه وهو خطيب الأنبياء وإنا لنراك فينا ضعيفا لا قوة لك ولا عز فيما بيننا فلا تقدر على الامتناع منا أن أردنا بك مكروها ولولا رهطك لرجمناك ولولا عشرتيك لقتلناك بالرجم وهو شر قتله وكان رهطه من أهل ملتهم فلذلك اظهروا الميل اليهم و الاكرام لهم وما أنت علينا بعزيز أى لا تعز علينا ولا تكرم حتى نكرمك من القتل ونرفعك عن الرجم و إنما يعز علينا رهطك لأنهم من اهل ديننا وقد دل إيلاء ضميره حرف النفى على أن الكلام واقع فى الفاعل لا فى الفعل كأنه قيل وما أنت علينا بعزيز بل رهطك هم الاعزة علينا ولذلك قال فى جوابهم يا قوم أرهطى اعز عليكم من الله ولو قيل وما عززت علينا لم يصح هذا الجواب و إنما قال أرهطى اعز عليكم من الله الكلام واقع فيه وفى رهطه وانهم الأعزة عليهم دونه لأن تهاونهم به وهو نبى الله تهاون بالله وحين عز عليهم رهطه دونه كان رهطه اعز عليهم من الله ألا ترى إلى قوله تعالى من يطع الرسول فقد أطاع الله واتخذتموه وراءكم ظهريا ونسيتموه وجعلتموه كالشيء المنبوذ وراء الظهر لا يعبأ به والظهرى منسوب إلى الظهر والكسر من تغييرات النسب كقولهم فى النسبة إلى الامس أمسى إن ربى بما تعملون محيط قد أحاط بأعمالكم علما فلا يخفى عليه شيء منها ويا قوم اعملوا على مكانتكم هى بمعنى المكان يقال مكان ومكانة ومقام ومقامة أو مصدر من مكن فهو مكين إذا تمكن من الشيء يعنى اعملوا قارين على جهتكم التى أنتم عليها من الشرك والشنآن لى أو اعملوا متمكنين من عداوتى مطبقين لها إنى عامل على حسب ما يؤتينى الله من النصرة والتأييد ويمكننى سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب من استفهامية معلقة لفعل العلم عن عمله فيها كأنه قيل سوف تعلمون اينا نأتيه عذاب يخزيه أى يفضحه وأينا هو كاذب أو موصولة قد عمل فيها كأنه قيل سوف


الصفحة التالية
Icon