هود ٩٣ - ٩٨
تعلمون الشقى الذى يأتيه عذاب يخزيه والذى هو كاذب فى زعمكم ودعوا كم وإدخال الفاء فى سوف وصل ظاهر بحرف وضع للوصل ونزعها وصل تقديرى بالاستئناف الذى هو جواب لسؤال مقدر كأنهم قالوا فماذا يكون إذا عملنا نحن على مكانتنا وعملت أنت فقال سوف تعلمون والاتيان بالوجهين للتفنن فى البلاغة وابلغهما الاستئناف وارتقبوا وانتظروا العاقبة وما اقول لكم إنى معكم رقيب منتظر والرقيب بمعنى الراقب من رقبة كالضريب بمعنى الضارب أو بمعنى المراقب كالعشير بمعنى المعاشر أو بمعنى المرتقب كالرفيع بمعنى المرتفع ولما جاء امرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة صاح بهم جبريل فهلكوا و إنما ذكر فى آخر قصة عاد ومدين ولما جاء وفى آخر قصة ثمود ولوط فلما جاء لانهما وقعا بعد ذكر الموعد وذلك قوله إن موعدهم الصبح ذلك وعد غير مكذوب فجئ بالفاء الذى هو للتسبيب كقولك وعدته فلما جاء الميعاد كان كبت و اما الآخريان فقد وقعتا مبتدأتين فكان حقهما أن تعطفا بحرف الجمع على ما قبلها ما قبلها كما تعطف قصة على قصة فأصبحوا فى ديارهم جاثمين الجاثم اللازم لمكانه لا يريم يعنى أن جبريل صاح بهم صيحة فزهق روح كل واحد منهم بحيث هو بغتة كأن لم يغنوا فيها كأن لم يقيموا فى ديارهم أحياء متصرفين مترددين ألا بعدا لمدين البعد بمعنى البعد وهو الهلاك كالرشد بمعنى الرشد ألا ترى إلى قوله كما بعدت ثمود وقرئ كما بعدت والمعنى فى البناءين واحد وهو نقيض القرب إلا أنهم فرقوا بين البعد من جهة الهلاك وبين غيره فغيروا البناء كما فرقوا بين ضمانى الخير والشر فقالوا وعد واوعد ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين المراد به العصا لأنها أبهرها إلى فرعون وملئه فاتبعوا أى الملأ أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد هو تجهيل لمتبعيه حيث تابعوه إلى أمره وهو ضلال مبين وذلك أنه ادعى الألوهية وهو بشر مثلهم وجاهز بالظلم والشر الذي لا يأتي إلا من شيطان ومثله بمعزل عن الألوهية وفيه أنهم عاينوا الآيات والسلطان المبين وعلموا أن مع موسى الرشد والحق ثم عدلوا عن اتباعه إلى اتباع من ليس فى أمره رشد قط أو المراد وما أمره بصالح حميد العاقبة ويكون قوله يقدم