هود ١١٤ - ١١٦
حكم بتعذيبكم ومعنى ثم الاستبعاد أى النصرة من الله مستبعدة وأقم الصلاة طرفى النهار غدوة وعشية وزلفا من الليل وساعات من الليل جمع زلفة وهى ساعاته القريبة من آخر النهار من ازلفه إذا قربه وصلاة الغدوة الفجر وصلاة العشية الظهر والعصر لأن ما بعد الزوال عشى وصلاة الزلف المغرب والعشاء وانتصاب طرفى النهار على الظرف لانهما مضافان إلى الوقت كقولك أقمت عنده جميع النهار وأتيته نصف النهار وأوله وآخره تنصب هذا كله على إعطاء المضاف حكم المضاف إليه إن الحسنات يذهبن السيئات أن الصلوات الخمس يذهبن الذنوب وفى الحديث أن الصلوات الخمس تكفر ما بينها من الذنوب أو الطاعات قال عليه السلام اتبع السيئة الحسنة تمحها أو سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله و الله أكبر ذلك إشارة إلى فاستقم فما بعده أو القرآن ذكرى للذاكرين عظة للمتعظين نزلت فى عمرو بن غزية الأنصارى بائع التمر قال لامرأة فى البيت تمر أجود فدخلت فقبلها فندم فجاءه حاكيا باكيا فنزلت فقال عليه السلام هل شهدت معنا العصر قال نعم قال هى كفارة لك فقيل أله خاصة قال بل للناس عامة واصبر على امتثال ما أمرت به والانتهاء عما نهيت عنه فلا يتم شيء منه الابه فإن الله لا يضيع أجر المحسنين جاء بما هو مشتمل على جميع الاوامر والنواهى من قوله فاستقم إلى قوله واصبر وغير ذلك من الحسنات فلولا كان من القرون من قبلكم فهلا كان هو موضوع للتحضيض ومخصوص بالفعل أولوا بقية أولو فضل وخير وسمى الفضل والجودة بقية لأن الرجل يستبقى مما يخرجه اجوده وأفضله فصار مثلا فى الجودة والفضل ويقال فلان من بقية القوم أى من خيارهم ومنه قولهم فى الزوايا خبايا وفى الرجال بقايا ينهون عن الفساد فى الأرض عجب محمد صلى الله عليه و سلم وأمته إن لم يكن فى الأمم التى ذكر الله اهلاكهم فى هذه السورة جماعة من اولى العقل والدين ينهون غيرهم عن الكفر والمعاصى إلا قليلا ممن انجينا منهم استثناء منقطع أى ولكن قليلا ممن انجينا من القرون نهوا عن الفساد وسائرهم تاركون لللنهى ومن فى ممن انجينا للبيان لا للتبعيض لأن النجاة للناهين وحدهم بدليل قوله انجينا الذين ينهون عن السوء واخذنا الذين ظلموا واتبع الذين ظلموا أى التاركون للنهى عن المنكر وهو عطف على ممضمر أى إلا قليلا ممن انجينا منهم نهوا عن الفساد واتبع الذين ظلموا شهواتهم فهوعطف على نهو ما أترفوا فيه أى اتبعوا ما عرفوا فيه التنعم والترفه