يوسف ٣ - ٦
لما يتضمن من العبر والحكم والعجائب التى ليست فى غيره والظاهر أنه أحسن ما يقتص فى بابه كما يقال فلان أعلم الناس أى فى فنه واشتقاق القصص من قص اثره إذا تبعه لأن الذى يقص الحديث يتبع ما حفظ منه شيئا فشيئا وان كنت من قبله الضمير يرجع إلى ما أوحينا لمن الغافلين عنه أن مخففة من الثقيلة واللام فارقة بينها وبين النافية يعنى و إن الشأن والحديث كنت من قبل إيحائنا اليك من الجاهلين به إذ قال بدل اشتمال من أحسن القصص لأن الوقت مشتمل على القصص أو التقدير اذكر إذ قال يوسف اسم عبرانى لا عربى إذ لو كان عريبا نصرف لخلوه عن سبب آخر سوى التعريف لأبيه يعقوب يا أبت أبت شامى وهى تاء تأنيث عوضت عن ياء الاضافة لتناسبهما لأن كل واحدة منهما زائدة فى آخر الإسم ولهذه قلبت هاء فى الوقف وجاز الحاق تاء الاضافة لتناسبهما لأن كل واحدة منهما زائدة فى آخر الإسم ولهذه قلبت هاء فى الوقف وجاز الحاق تاء التأنيث بالمذكر كما فى رجل ربعة وكسرت التاء لتدل على الياء المحذوفة ومن فتح التاء فقد حذف الألف من يا أبتا واستبقى الفتحة قبلها كما فعل من حذف الياء فى يا غلام إنى رأيت من الرؤيا لا من الرؤية أحد عشر كوكبا أسماؤها ببيان النبى عليه السلام جريان والذيال والطارق وقابس وعمودان والفليق والمصبح والصروح والفرغ ووثاب وذوالكتفين والشمس والقمر هما أبواه أو أبوه وخالته والكواكب إخوته قيل الواو بمعنى مع أى رأيت الكواكب مع الشمس والقمر وأجريت مجرى العقلاء فى رأيتهم لى ساجدين لأنه وصفها بما هو المختص بالعقلاء وهو السجود وكررت الرؤيا لأن الاولى تتعلق بالذات والثانية بالحال أو الثانة كلام مستأنف على تقدير سؤال وقع جوابا له كأن أباه قال له كيف رأيتها فقال رأيتهم لى ساجدين أى متواضعين وهو حال وكان ابن اثنتىعشر سنة يومئذ وكان بين رؤيا يوسف ومصير اخوته إليه أربعون سنة أو ثمانون قال يا بنى بالفتح حيث كان حفص لا تقصص رؤياك هى بمعنى الرؤية إلا أنها مختصة بما كان منها فى المنام دون اليقظة وفرق بينهما بحرفى التأنيث كما فى القربة والقربى على اخوتك فيكيدوا لك جواب النهى أى أن قصصتها عليهم كادوك عرف يعقوب عليه السلام أن الله يصطفيه للنبوة وينعم عليه بشرف الدارين فخاف عليه حسد الاخوة وانما لم يقل فيكيدوك كما قال فيكيدونى لأنه ضمن معنى فعل يتعدى باللام ليفيد معنى فعل الكيد مع الفعل المضمن فيكون آكدوا أبلغ فى التخويف وذلك نحو فيحتالوا لك ألا ترى إلى تأكيده بالمصدر وهو كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين ظاهر العداوة فيحملهم على الحسد والكيد وكذلك ومثل ذلك الاجتباء الذى دلت عليه رؤياك


الصفحة التالية
Icon