يوسف ٦ - ٩
يجتبيك ربك يصطفيك والاجتباء افتعال من جبيت الشيء إذا حصلته لنفسك وجبيت الماء فى الحوض جمعته ويعلمك كلام مبتدأ غير داخل فى حكم التشبيه كأنه قيل وهو يعلمك من تأويل الأحاديث أى تأويل الرؤيا وتأويلها عبارتها وتفسيرها وكان يوسف أعبر الناس للرؤيا أو تاويل أحاديث الأنبياء وكتب الله وهو اسم جمع للحديث وليس بجمع احدوثة ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب بأن وصل لهم نعمة الدنيا بنعمة الآخرة أى جعلهم أنبياء فى الدنيا وملوكا ونقلهم عنها إلى الدرجات العلى فى الجنة و آل يعقوب اهله وهم نسله وغيرهم واصل آل أهل بدليل تصغيره على أهيل إلا أنه لا يستعمل الا فيمن له خطر يقال آل النبى و آل الملك ولا يقال آل الحجام ولكن اهله وانما علم يعقوب أن يوسف يكون نبيا واخوته انبياء استدلالا بضوء الكواكب فلذا قال وعلى آل يعقوب كما اتمها على أبويك من قبل أراد الجد و أبا الجد إبراهيم واسحاق عطف بيان لأبويك أن ربك عليم يعلم من يحق له الاجتباء حكيم يضع الأشياء مواضعها قد كان فى يوسف واخوته أى فى قصتهم وحديثهم آيات علامات ودلالات على قدرة الله وحكمته فى كل شيء آية مكى للسائلين لمن سأل عن قصتهم وعرفها و آيات على نبوة محمد صلى الله عليه و سلم للذين سألوه من اليهود عنها فأخبرهم من غير سماع من أحد ولا قراءة كتاب وأسماهم يهوذا وروبين وشمعون ولاوى وزبولون ويشجر وامهم ليا بنت ليان ودان ونفتالى وجادو آشر من سريتين زلفة وبلهة فلما توفيت ليا تزوج أختها راحيل فولدت له بنيامين ويوسف إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا اللام لام الابتداء وفيها تأكيد وتحقيق لمضمون الجملة أرادوا أن زيادة محبته لهما أمر ثابت لا شبهة فيه و إنما قالوا واخوه وهم إخوته أيضا لأن امهما كانت واحدة وانما قيل أحب فى الاثنين لأن أفعل من لا يفرق فيه بين الواحد وما فوقه ولا بين المذكر والمؤنث ولا بد من الفرق مع لام التعريف و إذا أضيف ساع الامران والواو فى ونحن عصبة للحال أى أنه يفضلهما فى المحبة علينا وهما صغيران لا كفاية فيهما ونحن عشرة رجال كفاة نقوم بمرافقه فنحن أحق بزيادة المحبة منهما لفضلنا بالكثرة والمنفعة عليهما أن أبانا لفى ضلال مبين غلط فى تدبير أمر الدنيا ولو وصفوه بالضلالة فى الدين لكفروا والعصبة العشرة فصاعدا اقتلوا يوسف من جملة ما حكى بعد قوله إذ قالوا كأنهم اطبقوا


الصفحة التالية
Icon