يوسف ١٨ - ٢١
ما رأيت كاليوم ذئبا احلم من هذا اكل ابنى ولم يمزق عليه قميصه وقيل كان فى قميص يوسف ثلاث آيات كان دليلا ليعقوب على كذبهم وألقاه على وجهه فارتد بصيرا ودليلا على براءة يوسف حين قد من دبره ومحل على قميصه النصب على الظرف كأنه قيل وجاءوا فوق قميصه بدم قال يعقوب عليه السلام بل سولت زينت أوسهلت لكم انفسكم امرا عظيما ارتكبتموه فصبر جميل خبر أو مبتدأ لكونه موصوفا أى فأمرى صبر جميل أو فصبر جميل أجمل وهو مالا شكوى فيه إلى الخلق والله المستعان أى أستعينه على احتمال ما تصفون من هلاك يوسف والصبر على الرزء فيه إلى وجاءت سيارة رفقة تسير من قبل مدين إلى مصر وذلك بعد ثلاثة أيام من إلقاء يوسف فى الجب فأخطئوا الطريق فنزلوا قريبا منه وكان الجب فى قفرة بعيدة من العمران وكان ماؤه ملحا فعذب حين ألقى فيه يوسف فأرسلوا واردهم هو الذى يرد الماء ليستقى للقوم اسمه مالك بن ذعر الخزاعى فأدلى دلوه أرسل الدلو ليملأها فتشبت يوسف بالدلو فنزعوه قال يا بشرى كوفى نادى البشرى كأنه يقول تعالى فهذا أوانك غيرهم بشراى على إضافتها لنفسه أو هو اسم غلامه فناداه مضافا إلى نفسه هذا غلام قيل ذهب به فلما دنا من أصحابه صاح بذلك يبشرهم به وأسروه الضمير للوارد وأصحابه اخفوه من الرفقة أو لإخوة يوسف فإنهم قالوا للرفقة هذا غلام لنا قد أبق فاشتروه منا وسكت يوسف مخافة أن يقتلوه بضاعة حال أى اخفوه متاعا للتجارة والبضاعة ما بضع من المال للتجارة أى قطع والله عليم بما يعملون بما يعمل اخوة يوسف بأبيهم وأخيهم من سوء التصنيع وشروه وباهوه بثمن بخس مبخوس ناقص عن القيمة نقصانا ظاهرا أو زيف دراهم بدل من ثمن معدودة قليلة تعد عدا ولا توزن لأنهم كانوايعدون ما دون الاربعين ويزنون الأربعين وما فوقها وكان عشرين درهما وكانوا فيه من الزاهدين ممن يرغب عما فى يده فيبيعه بالثمن الطفيف أو معنى وشروه واشتروه يعنى الرفقة من أخوته وكانوا فيه من الزاهدين أى غير راغبين لأنهم اعتقدوا أنه آبق ويروى أن اخوته اتبعوهم وقالوا استوثقوا منه لا يأبق ليس من صلة الزاهدين أى فغير راغبين لأن الصلة لا تتقدم على الموصول و إنما هو بيان كأنه قيل فى أى شيء زهدوا فقال زهدوا فيه وقال الذى اشتراه من مصر هو قطفير وهو العزيز الذى كان على خزائن مصر والملك يومئذ الريان بن الوليد وقد آمن