يوسف ٢١ - ٢٣
بيوسف ومات فى حياته واشتراه العزيز بزينته ورقا وحريرا ومسكا وهو ابن سبع عشرة سنة وأقام فى منزله ثلاث عشرة سنة واستوزره ريان بن الوليد ابن ثلاثين سنةوآتاه الله الحكمة والعلم وهو ابن ثلاث وثلاثيتن سنة وتوفى وهو ابن مائة وعشرين سنة لامرأته راعيل أو زليخا واللام متعلقة بقال لاباشتراه أكرمى مثواه اجعلى منزلته ومقامه عندنا كريما أى حسنا مرضيا بدليل قوله إنه ربى أحسن مثواى وعن الضحاك بطيب معاشه ولين لباسه ووطىء فراشه عسى أن ينفعنا لعله إذا تدرب وراض الامور وفهم مجاريها نستظهر به على بعض ما نحن بسبيله أو نتخذه ولدا أو نبتناه ونقيمه مقام الولد وكان قطفير عقيما وقد تفرس فيه الرشد فقال ذلك وكذلك إشارة إلى ما تقدم من انجائه وعطف قلب العزيز عليه والكاف منصوب تقديره ومثل ذلك الانجاء والعطف مكنا ليوسف أى كما انجيناه وعطفنا عليه العزيز كذلك مكنا له فى الأرض أى ارض مصر وجعلناه ملكا يتصرف فيها بأمره ونهيه ولنعلمه من تأويل الأحاديث كان ذلك الانجاء والتمكين والله غالب على أمره لا يمنع عما شاء أو على أمر يوسف بتبليغه ما أراد له دون ما أراد اخوته ولكن أكثر الناس لا يعلمون ذلك ولما بلغ أشده منتهى استعداد قوته وهو ثمان عشرة سنة أو إحدى وعشرون آتيناه حكما وعلما حكمة وهو العلم مع العمل واجتناب ما يجهل فيه أو تحكما بين الناس وفقها وكذلك نجزى المحسنين تنبيه على أنه كان محسنا فى عمله متقيا فى عنفوان أمره وراودته التى هو فى بيتها عن نفسه أى طلبت يوسف أن يواقعها والمراودة مفاعلة من راد يرود إذا جاء وذهب كان المعنى خادعته عن نفسه أى فعلت فعل المخادع لصاحبه عن الشيء الذى لا يريد أن يخرجه من يده يحتال أن يغلبه عليه ويأخذه منه وهى عبارة عن التمحل لمواقعته إياها وغلقت الأبواب وكانت سبعة وقالت هيت لك هو اسم لتعال وأقبل وهو مبنى على الفتح هيت مكى بناه على الضم هيت مدنى وشامى واللام للبيان كأنه قيل لك أقول هذا كما تقول هلم لك قال معاذ الله أعوذ بالله معاذا إنه أى أن الشأن والحديث ربى سيدى ومالكى يريد قطفير أحسن مثواى