يوسف ٢٣ - ٢٥
حين قال لك اكرمى مثواى فما جزاؤه أن اخونه فى أهله أنه لا يفلح الظالمون الخائنون أو الزناة أو أراد بقوله إنه ربى الله تعالى لأنه مسبب الأسباب ولقد همت به هم عزم وهم بها هم الطباع مع الامتناع قاله الحسن وقال الشيخ أبو منصور رحمه الله وهم بها هم خطرة ولا صنع للعبد فيمايخطر بالقلب ولا مؤاخذة عليه ولو كان همة كهمها لما مدحه الله تعالى بأنه من عباده المخلصين وقيل وهم بها وشارف أن يهم بها يقال هم بالأمر إذا قصده وعزم عليه وجواب لولا أن رأى برهان ربه محذوف أى لكان ماكان وقيل وهم بها جوابه ولا يصح لأن جواب لولا لا يتقدم عليها لأنه فى حكم القسم وله صدر الكلام والبرهان الحجة ويجوز أن يكون وهم بها داخلا فى حكم القسم فى قوله ولقد همت به ويجوز أن يكون خارجا ومن حق القارىء إذا قدر خروجه من حكم القسم وجعله كلاما برأسه أن يقف على به ويبتدىء بقوله وهم بها وفيه أيضا اشعار بالفرق بين الهمين وفسرهم يوسف بأنه حل تكة سراويله وقعد بين شعبها الأربع وهى مستلقية على فقاها وفسر البرهان بانه سمع صوتا اياك وإياها مرتين فسمع ثالثا اعرض عنها فلم ينجع فيه حتى مثل له يعقوب عاضا على انملته وهو باطل ويدل على بطلانه قوله هى راودتنى عن نفسى ولو كان ذلك منه أيضا لما برأ نفسه من ذلك وقوله كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء ولو كان كذلك لم يكن السوء مصروفا عنه وقوله ذلك ليعلم إنى لم أخنه بالغيب ولو كان كذلك لخانه بالغيب وقوله ما علمنا عليه من سوء الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه و إنه لمن الصادقين و لأنه لو وجد منا ذلك لذكرت توبته واستغفاره كما كان لآدم ونوح وذى النون وداود عليهم السلام وقد سماه الله مخلصا فعلم بالقطع أنه ثبت فى ذلك المقام وجاهد نفسه مجاهدة اولى العزم ناظر فى دلائل التحريم حتى استحق من الله الثناء ومحل الكاف فى كذلك نصب أى مثل ذلك التثبيت ثبتناه أو رفع أى الامر مثل ذلك لنصرف عنه السوء خيانة السيد والفحشاء الزنا إنه من عبادنا المخلصين بفتح اللام حيث كان مدنى وكوفى أى الذين أخلصهم الله لطاعته وبكسرها غيرهم أى الذين أخلصوا دينهم لله ومعنى من عبادنا بعض عبادنا أى هو مخلص من جملة المخلصين واستبقا الباب وتسابقا إلى الباب هي للطلب وهو للهرب على حذف الجار وايصال الفعل كقوله واختار موسى قومه أو عل تضمين استبقا معنى ابتدرا نفر منها يوسف فأسرع يريد الباب ليخرج وأسرعت وراءه لتمنعه الخروج ووحد الباب و إن كان جمعه فى قوله وغلقت الأبواب لأنه أراد الباب البرانى الذى هو المخرج من الدار ولما هرب يوسف جعل فراش القفل يتناثر ويسقط حتى خرج وقدت قميصه من دبر اجتذبته من