يوسف ٢٥ - ٢٩
خلفه فانقد أى انشق حين هرب منها إلى الباب وتبعته تمنعه وألفيا سيدها لدى الباب وصادفا بعلها قطفير مقبلا يريد أن يدخل فلما رأته احتالت لتبرئة ساحتها عند زوجها من الريبة ولتخويف يوسف طمعا فى أن يواطئها خيفة منها ومن مكرها حيث قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوء إلا أن يسجن أو عذاب أليم ما نافية أى ليس جزاؤه إلا السجن أو عذاب أليم وهو الضرب بالسياط ولم تصرح بذلك يوسف و أنه أراد بها سوءا لانها قصدت العموم اي كل من أراد بأهلك سوءا فحقه أن يسجن أو يعذب لأن ذلك أبلغ فيما قصدت من تخويف يوسف ولما عرضته للسجن والعذاب ووجب عليه الدفع عن نفسه قال هى راودتنى عن نفسى ولولا ذلك لكتم عليها ولم يفضحها وشهد شاهد من أهلها هو ابن عم لها وانما القى الله الشهادة على لسان من هو من اهلها لتكون اوجب للحجة عليها واوثق لبرءاة يوسف وقيل كان ابن خال لها وكان صبيا فى المهد وسمى قوله شهادة لأنه أدى مؤدى الشهادة فى أن ثبت به قول يوسف وبطل قولها أن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وان كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين والتقدير وشهد شاهد فقال أن كان قميصه وانما دل قد قميصه من قبل على أنها صادقة لأنه يسرع خلفها ليلحقها فيعثر فى مقادم قميصه فيشقه و لأنه يقبل عليها وهى تدفعه عن نفسها فيتخرق قميصه من قبل واما تنكير قبل ودبر فمعناه من جهة يقال لها قبل ومن جهة يقال لها دبر و إنما جمع بين إن التى للإستقبال وبين كان لأن المعنى أن يعلم أنه كان قميصه قد فلما رأى قطفير قميصه قد من دبر وعلم براءة يوسف عليه السلام وصدقه وكذبها قال أنه أن قولك ما جزاء من أراد بأهلك سوءا أو إن هذا الامر وهو الاحتيال لنيل الرجال من كيدكن الخطاب لها ولأمتها أن كيدكم عظيم لأنهن ألطف كيدا وأعظم حيلة وبذلك يغلبن الرجال والقصريات منهن معهن ماليس مع غيرهن من البوائق وعن بعض العلماء إنى أخاف من النساء أكثر مما اخاف من الشيطان لأن الله تعالى قال أن كيد الشيطان كان ضعيفا وقال لهن أن كيدكن عظيم يوسف حذف منه حرف النداء لأنه منادى قريب مفاطن للحديث وفيه تقريب له وتلطيف لمحله أعرض عن هذا الامر واكتمه ولا تحدث به ثم قال لراعيل واستغفرى


الصفحة التالية
Icon