يوسف ٣٤ - ٣٧
والدعاء قال فاستجاب له ربه أى أجاب الله دعاءه فصرف عنه كيدهن أنه هو السميع لدعوات الملتجئين إليه العليم بحاله وحالهن ثم بدا لهم فاعله مضمر لدلالة ما يفسره عليه وهو ليسجننه والمعنى بدا لهم بداء أى ظهر لهم رأى والضمير فى لهم للعزيز و أهله من بعد ما رأوا الآيات وهى الشواهد على برءاته كقد القميص وقطع الأيدى وشهادة الصبى وغير ذلك ليسجننه لإبداء عذر الحال وارخاء الستر على القيل والقال وما كان ذلك إلا بإستنزال المرأة لزوجها وكان مطواعا لها وحميلا ذلولا زمامه فى يدها وقد طمعت أن يذلله السجن ويسخره لها أو خافت عليه العيون وظنت فيه الظنون فألجأها الخجل من الناس والوجل من الباس إلى أن رضيت بالحجاب مكان خوف الذهاب لتشتفى بخبره إذا منعت من نظره حتى حين إلى زمان كأنها اقترحت أن يسجن زمانا حتى تبصر ما يكون منه ودخل معه السجن فتيان عبدان للملك خبازه وشرابيه بتهمة السم فادخلا السجن ساعة ادخل يوسف لأن مع يدل على معنى الصحبة تقول خرجت مع الأمير تريد مصاحبا له فيجب أن يكون دخولهما السجن مصاحبين له قال أحدهما أى شرابيه إنى أرانى أى فى المنام وهى حكاية حال ماضية أعصر خمرا أى عنبا تسمية للعنب بما يؤول إليه أو الخمر بلغته عمان اسم للعنب وقال الآخر أى خبازه إنى ارانى احمل فوق رأسى خبزا تاكل الطير منه نبئنا بتأويله بتأويل ما رأيناه إنا نراك من المحسنين من الذين يحسنون عبارة الرؤيا أو من المحسنين إلى أهل السجن فإنك تداوى المريض وتعزى الحزين وتسوع على الفقير فأحسن الينا بتأويل ما رأيناه وقيل أنهما تحالماله يمتحناه فقال الشرابى إنى رأيت كأنى فى بستان فإذا بأصل حبلة عليها ثلاثة عناقيد من عنب فقطفتها وعصرتها فى كأس الملك وسقيته وقال الخباز إنى رأيت كأن فوق رأسى ثلاث سلال فيها انواع الأطعمة فإذا سباع الطير تنهش منها قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله أى بييان ماهيته وكيفيته لأن ذلك يشبه تفسير المشكل قبل أن يأتيكما لما استعبراه ووصفاه بالإحسان افترض ذلك فوصل به وصف نفسه بما هو فوق علم العلماء وهو الإخبار بالغيب وانه ينبئهما بما يحمل اليهما من الطعام فى


الصفحة التالية
Icon