يوسف ٣٧ - ٤٠
السجن قبل أن يأتيهما ويصفه لهما ويقول اليوم يأتيكما طعام من صفته كيت وكيت فيكون كذلك وجعل ذلك تخلصا إلى أن يذكر لهما التوحيد ويعرض عليهما الإيمان ويزينه لهما ويقبح إليهما الشرك وفيه أن العالم إذا جهلت منزلته فى العلم فوصف نفسه بما هو بصدده وغرضه أن يقتبس منه لم يكن من باب التزكية ذلكما إشارة لهما إلى التأويل أى ذلك التأويل والإخبار بالمغيبات مما علمنى ربى وأوحى به إلى ولم أقله عن تكهن وتنجم إنى تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون يجوز أن يكون كلاما مبتدأ و أن يكون تعليلا لما قبله أى علمنى ذلك وأوحى به إلى لأنى رفضت ملة أولئك وهم أهل مصر ومن كان الفتيان على دينهم واتبعت ملة آبائى إبراهيم وإسحاق ويعقوب وهى الملة الحنيفية وتكريرهم للتوكيد وذكر الآباء ليريهما أنه من بيت النبوة بعد أن عرفهما أنه نبى يوحى إليه بما ذكر من إخباره بالغيوب ليقوى رغبتهما فى اتباع قوله والمراد به ترك الابتداء لا أنه كان فيه ثم تركه ما كان لنا ماصح لنا معشر الانبياء أن نشرك بالله من شيء أى شيء كان صنما أو غيره ثم قال ذلك التوحيد من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون فضل الله فيشركون به ولا ينتهون يا صاحبى السجن يا ساكنى السجن كقوله أصحاب النار واصحاب الجنة أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار يريد التفرق فى العدد والتكاثر أى أأن تكون ارباب شتى يستعبدكما هذا ويستعبدكما هذا خير لكما أم يكون لكما رب واحد قهار لا يغالب ولا يشارك فى الربوبية وهذا مثل ضربه لعبادة الله وحده ولعبادة الأصنام ما تعبدون خطاب لهما ولمن كان على دينهما من أهل مصر من دونه من دون الله إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم أى سميتم مالا يستحق الألوهية آلهة ثم طفقتم تعبدونها فكأنكم لا تعبدون إلا أسماء لا مسميات لها ومعنى سميتموها سميتم بها يقال سميته زيدا أو سميته بزيد ما أنزل الله بها بتسميتها من سلطان حجة أن الحكم فى أمر العبادة والدين ألا لله ثم بين ما حكم به فقال أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك