يوسف ٤٠ - ٤٣
الدين القيم الثابت الذى دلت عليه البراهين ولكن أكثر الناس لا يعلمون وهذا يدل على أن العقوبة تلزم العبد وان جهل إذا أمكن له العلم بطريقه ثم عبر الرؤيا فقال ياصاحبى السجن أما أحدكما يريد الشرابى فيسقى ربه سيده خمرا أى يعود إلى عمله وأما الآخر أى الخباز فيصلب فتأكل الطير من رأسه روى أنه قال للأول ما رأيت من الكرمة وحسنها هو الملك وحسن حالك عنده و اما القضبان الثلاثة فإنها ثلاثة أيام تمضى فى السجن ثم تخرج وتعود الى ما كنت عليه وقال للثانى ما رأيت من السلال ثلاثة أيام ثم تخرج فتقتل ولما سمع الخباز صلبه قال ما رأيت شيئا فقال يوسف قضى الأمر الذى فيه تستفتيان أى قطع وتم ما تستفتيان فيه من أمركما وشأنكما أى ما يجر إليه من العاقبة وهى هلاك أحدهما ونجاة الآخر وقال للذى ظن أنه ناج منهما الظان هو يوسف عليه السلام أن كان تأويله بطريق الاجتهاد وان كان بطريق الوحى فالظان هو الشرابى أو يكون الظن بمعنى اليقين اذكرنى عند ربك صفنى عند المك بصفتى وقص عليه قصتى لعله يرحمني ويخلصنى من هذه الورطة فأنساه الشيطان فأنسى الشرابى ذكر ربه أن يذكره لربه أو عند ربه أو فأنسى يوسف ذكر الله حين وكل امره إلى غيره وفي الحديث رحم الله اخى يوسف لو لم يقل اذكرنى عند ربك لما لبث فى السجن سبعا فلبثت فى السجن بضع سنين أى سبعا عند الجمهور والبضع ما بين الثلاث إلى التسع وقال الملك إنى ارى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لما دنا فرج يوسف رأى الملك مصر الريان بن الوليد رؤيا عجيبة هالته رأى سبع بقرات سمان خرجن من نهر يابس وسبع بقرات عجاف فابتلعت العجاف السمان ورأى سبع سنبلات خضر قد انعقد حبها وسبعا آخر يابسات قد استحصدت وادركت فالتوت اليابسات على الخضر حتى غلبن عليها فاستعبرها فلم يجد فى قومه من يحسن عبارتها وقيل كان ابتداء بلاء يوسف فى الرؤيا ثم كان سبب نجاته أيضا الرؤيا سمان جمع سمين وسمينة والعجاف المهازيل والعجف الهزال الذى ليس بعده سمانه والسبب


الصفحة التالية
Icon