يوسف ٤٣ - ٤٦
فى وقوع عجاف جمعا لعجفاء وافعل وفعلاء لا يجمعان على فعال حمله على نقيضه وهو سمان ومن دأبهم حمل النظير على النظير والنقيض على النقيض وفى الآية دلالة على أن سنبلات اليابسة كانت سبعا كالخضر لأن الكلام مبنى على انصبابه إلى هذا العدد فى البقرات السمان والعجاف والنسابل الخضر فوجب أن يتناول معنى الآخر السبع ويكون قوله وأخر يابسات بمعنى وسبعا أخر يا أيها الملأ كأنه أراد الأعيان من العلماء والحكماء أفتونى فى رؤياى إن كنتم للرؤيا تعبرون اللام فى للرؤيا للبيان كقوله وكانوا فيه من الزاهدين أو لأن المفعول به إذا تقدم على الفعل لم يكن فى قوته على العمل فيه مثله إذا تأخر عنه فعضد بها تقول عبرت الرؤيا وللرؤيا عبرت أو يكون للرؤيا خبر كان كقولك كان فلان لهذا الأمر إذا كان مستقلا به متمكنا منه وتعبرون خبر آخر أو حال وحقيقة عبرت الرؤيا ذكرت عاقبتها وأخر أمرها كما تقول عبرت النهر إذا قطعته حتى تبلغ آخر عرضه وهو عبره ونحوه اولت الرؤيا إذا ذكرت مآلها وهو مرجعها وعبرت الرؤيا بالتخفيف هو الذى اعتمده الإثبات ورأيتهم ينكرون عبرت بالتشديد والتعبير والمعبر قالوا أضغاث أحلام أى هى أضغاث احلام أى تخاليطها وأباطيها وما يكون منها من حديث نفس أو وسوسة شيطان و أصل الأضغاث ما جمع من اخلاط النبات وحزم من انواع الحشيش الواحد ضغث فاستعيرت لذلك والإضافة بمعنى من أى أضغاث من أحلام وانما جمع وهو حلم واحد تزايدا فى وصف الحلم بالبطلان وجاز أن يكون قد قص عليهم مع هذه الرؤيا رؤيا غيرها وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين أرادوا بالأحلام المنامات الباطلة فقالوا ليس لها عندنا تأويل إنما التأويل للمنامات الصحيحة أو اعترفوا بقصور علمهم وأنهم ليسوا فى تأويل الأحلام بخابرين وقال الذى نجا من القتل منهما من صاحبى السجن وادكر بالدال هو الفصح وأصله إذتكر فأبدلت الذال دالا والتاء دالا وأدغمت الاولى فى الثانية لتقارب الحرفين وعن الحسن واذكر ووجه أنه قلب التاء ذالا وأدغم أى تذكر يوسف وماشاهد منه بعد أمة بعد مدة طويلة وذلك أنه حين استفتى الملك فى رؤياه وأعضل على الملك تأويله تذكر الناجى يوسف وتأويله رؤياه ورؤيا صاحبه وطلبه إليه أن يذكره عند المك أنا انبئكم بتأويله أنا أخبركم به عمن عنده علمه فأرسلون وبالياء يعقوب أى فابعثونى إليه لأسأله فارسلوه إلى يوسف فأتاه فقال يوسف أيها الصديق أيها البليغ فى الصدق و إنما قال له ذلك لأنه ذاق وتعرف صدقه فى تأويل رؤياه ورؤيا صاحبه حيث جاءكما