يوسف ٤٦ - ٥٠
أول أفتنا فى سبع بقرات سمان ياكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات حضر واخر يابسات لعلى ارجع إلى الناس إلى الملك وأتباعه لعلهم يعلمون فضلك ومكانك من العلم فيطلبوك ويخلصوك من محنتك قال تزرعون سبع سنين هو خبر فى معنى الامر كقوله تؤمنون بالله واليوم الآخر وتجاهدون دليله قوله فذروه فى سنبله و إنما يخرج الامر فى صورة الخبر للمبالغة فى وجود المأمور به فيجعل كأنه موجود فهو يخبر عنه دأبا يسكون الهمزة وحفص يحركه وهما مصدرا دأب فى العمل وهو حال من المأمورين أى دائبين فما حصدتم فذروه فى سنبله كى لا يأكله السوس إلا قليلا مما تأكلون فى تلك السنين ثم يأتى من بعد ذلك سبع شداد يأكلهن هو من إسناد المجاز جعل اكل اهلهن مسندا إليهن ما قدمتمم لهن أى فى السنين المخصبة إلا قليلا مما تحصنون يحرزون وتخبئون ثم يأتى من بعد ذلك عام أى من بعد اربع عشرة سنة عام فيه يغاث الناس من الغوث أى يجاب مستغيثهم أو من الغيث أى يمطرون يقال غثيت البلاد إذا مطرت وفيه يعصرون العنب الزيتون والسمسم فيتخذون الأشربة والادهان تعصرون حمزة فاول البقرات السمان والسنبلات الخضر بسنين مخاصيب والعجاف واليابسات بسنين مجدبة ثم بشرهم بعد الفراغ من تاويل الرؤيا بأن العام الثامن يجيء مباركا كثيرا لخير غزير ا لنعم وذلك من جهة الوحى وقال الملك ائتونى به فلما جاءه الرسول ليخرجه من السجن قال ارجع إلى ربك أى الملك فاسأله ما بال النسوة أى حال النسوة اللاتى قطعن أيديهن إنما تثبت يوسف وتأنى فى إجابة الملك وقدم سؤال النسوة ليظهر برءاة ساحته عما رمى به وسجن فيه لئلا يتسلق به الحاسدون إلى تقبيح امره عنده ويجعلوه سلما إلى حط منزلته لدية ولئلا يقولوا ما خلد فى السجن سبع سنين إلا لامر عظيم وجرم كبير وفيه دليل على أن الاجتهاد فى نفى التهم واجب وجوب اتقاء الوقوف فى مواقفها وقال عليه السلام لقد عجبت من يوسف وكرمه وصبره والله يغفر له حين سئل عن البقرات العجاف والسمان ولو


الصفحة التالية
Icon