يوسف ٥٦ - ٦١
برحمتنا بعطائنا فى الدنيا من الملك والغنى وغيرهما من النعم من نشاء من اقتضيت الحكمة أن نشاء له ذلك ولا نضيع أجر المحسنين فى الدينا ولأجر الآخرة حير للذين آمنوا يريد يوسف وغيره من المؤمنين إلى يوم القيامة وكانوا يتقون الشرك والفواحش قال سفيان بن عيينة المؤمن يثاب على حسناته فى الدنيا و الآخرة والفاجر يعجل له الخير فى الدنيا وماله فى الاخرة من خلاق وتلا الآية روى أن الملك توج يوسف وختمه بخاتمة ورداه بسيفه ووضع له سريرا من ذهب مكللا بالدر والياقوت فقال اما السرير فأشدبه ملكك واما الخاتم فأدبر به أمرك و اما التاج فليس من لبساى ولا لباس آبائى فجلس على السرير ودانت له الملوك وفوض الملك إليه أمره و عزل قطفير ثم مات بعد فزوجه الملك امرأته فلما دخل عليها قال أليس هذا خيرا مما طلبت فوجدها عذراء فولدت له ولدين افراثيم وميشا وأقام العدل بمصر واحبته الرجال والنساء وأسلم على يديه الملك وكثير من الناس وباع من أهل مصر فى سنين القحط الطعام بالدراهم والدنانير فى السنة الأولى حتى لم يبق معهم شيء منها ثم بالحلى والجواهر فى الثانية ثم بالدواب فى الثالثة ثم بالعبيد والاماء فى الرابعة ثم بالدور والعقار فى الخامسة ثم بأولادهم فى السادسة ثم برقابهم فى السابعة حتى استرقهم جميعا ثم اعتق أهل مصر عن آخرهم ورد عليهم أملاكهم وكان لا يبيع لاحد من الممتارين اكثر من حمل بعير وأصاب ارض كنعان نحو ما اصاب مصر فأرسل يعقوب بنيه ليمتاروا وذلك قوله وجاء اخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم بلا تعريف وهم له منكرون لتبدل الزي ولانه كان من وراء الحجاب ولطول المدة وهو اربعون سنة روى أنه لما رآهم وكلموه بالعبرانية قال لهم أخبرونى من أنتم وما شانكم قالوا نحن قوم من أهل الشام رعاة أصابنا الجهد فجئنا نمتار فقال لعلكم جئتم عيونا تنظرون عورة بلادى فقالوا معاذ الله نحن بنو نبى حزين لفقد ابن كان احبنا إليه وقد أمسك أخا له من أمه يستأنس به فقال ائتونى به أن صدقتم ولما جهزهم بجهازهم اعطى كل واحد منهم حمل بعير وقرئ بكسر الجيم شاذا قال ائتونى باخ لكم من أبيكم ألا ترون أنى أوفى الكيل اتمه و أنا خير المنزلين كان قد أحسن إنزالهم وضيافتهم رغبهم بهذا الكلام على الرجوع إليه فإن لم تأتونى به فلا كيل لكم عندى فلا أبيعكم طعاما ولا تقربون أى فإن لم تأتونى به تحرموا ولا تقربوا فهو داخل فى حكم الجزاء مجزوم معطوف على محل قوله فلا كيل لكم أو هو بمعنى النهى قالوا سنراود عنه أباه سنخادعه عنه ونحتال حتى


الصفحة التالية
Icon