يوسف ٦١ - ٦٥
تنزعه من يده وإنا لفاعلون ذلك لا محالة لا نفرط فيه ولا نتوانى قال فدعوا بعضكم هنا فتركوا عنده شمعون وكان أحسنهم رأيا فى يوسف وقال لفتيانه كوفى غير أبى بكر لفتيته غيرهم وهما جمع فتى كأخوة واخوان فى اخ وفعلة للقلة وفعلان للكثرة أى لغلمانه الكيالين اجعلوا بضاعتهم فى رحالهم أوعيتهم وكانت نعالا أو أدما أو ورقا وهو أليق بالدس فى الرحال لعلهم يعرفونها يعرفون حق ردها وحق التكرم باعطاءالبدلين إذا انقلبوا إلى اهلهم وفرغوا ظروفهم لعلهم يرجعون لعل معرفتهم بذلك تدعوهم إلى الرجوع إلينا أو ربما لا يجدون بضاعة بها يرجعون أو ما فيهم من الديانة يعيدهم لرد الأمانة أو لم ير من الكرم أن يأخذ من أبيه واخوته ثمنا فلما رجعوا إلى أبيهم بالطعام وأخبروه بما فعل قالوا يا أبانا منع منا الكيل يريدون قول يوسف فإن لم تأتون به فلا كيل لكم عندى لأنهم إذا أنذروا بمنع الكيل فقد منع الكيل فأرسل معنا اخانا نكتل نرفع المانع من الكيل ونكتل من الطعام ما نحتاج إليه يكتل حمزة وعلى أى يكتل أخونا فينضم اكتياله إلى اكتيالنا وإنا له لحافظون عن أن يناله مكروه قال هل آمنكم عليه إلا كما امنتكم على أخيه من قبل يعنى انكم قلتم فى يوسف أرسله معنا غذا يرتع ويلعب و أنا له لحافظون كما تقولونه فى أخيه ثم خنتم بضمانكم فما يأمننى من مثل ذلك ثم قال فالله خير حافظا كوفى غير أبى بكر فتوكل على الله فيه ودفعه اليهم وهو حال أو تمييز ومن قرأ حفظا فهو تمييز لا غير وهو أرحم الراحمين فأرجو أن ينعم على بحفظه ولا يجمع على مصيبتين قال كعب لما قال فالله خير حفظا قال الله تعالى وعزتى وجلالى لاردن عليك كليهما ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت اليهم قالوا ياأبانا ما نبغى ما للنفى أى ما نبغى فى القول ولا نتجاوز الحق أو ما نبغي شيئا وراء ما فعل بنا من الاحسان أو ما نريد منك بضاعة اخرى أو للاستفهام أى أى شيء نطلب وراء هذا هذه بضاعتنا ردت الينا جملة مستأنفة موضحة لقوله ما نبغى والجمل بعدها معطوفة عليها أى أن بضاعتنا ردت الينا فنستظهر بها ونمير أهلنا فى رجوعنا إلى الملك أى نجلب لهم ميرة وهى طعام يحمل من غير بلدك ونحفظ أخانا فى ذهابنا ومجيئنا فما يصيبه شيء مما تخافه ونزداد كيل بعير نزداد وسق بعير


الصفحة التالية
Icon