يوسف ٦٥ - ٦٨
باستصحاب أخينا ذلك كيل يسير سهل عليه متيسر لا يتعاظمه قال لن أرسله معكم حتى تؤتون وبالياء مكى موثقا عهدا من الله والمعنى حتى تعطونى ما اتوثق به من عند الله اي أراد أن يحلفوا له بالله و إنما جعل الحلف بالله موثقا منه لان الحلف به مما يؤكد به العهود وقد أذن الله فى ذلك فهو اذن منه لتأتننى به جواب اليمين لأن المعنى حتى تحلفوا لتأتننى به إلا أن يحاط بكم إلا أن تغلبوا فلم تطيقوا الاتيان به فهو مفعول له والكلام المثبت وهو قوله لتاتننى به فى تأويل النفى فلا بد من تأويله بالنفى أى لا تمتنعوا من الاتيان إلا للاحاطة بكم يعنى لاتمنعوا منه لعلة من العلل إلا لعلة واحدة وهى أن يحاط بكم فهو استثناء من أعم العام فى المفعول له والاستثناء من أعم العام لا يكون لا فى النفى فلا بد من تأويله بالنفى فلما آتوه موثقهم قيل حلفوا بالله رب محمد عليه السلام قال بعضهم يسكت عليه لأن المعنى قال يعقوب الله على ما نقول من طلب الموثق واعطائه وكيل رقيب مطلع غير أن السكتة تفصل بين القول والمقول وذا لا يجوز فالأولى أن يفرق بينهما بالصوت فيقصد بقوة النغمة اسم الله وقال يا بنى لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة الجمهور على أنه خاف عليهم العين لحمالهم وجلالة أمرهم ولم يأمرهم بالتفرق فى الكرة الاولى لأنهم كانوا مجهولين فى الكرة الاولى فالعين حق عندنا ووجه بان يحدث الله تعالى عند النظر إلى الشيء والاعجاب به نقصانا فيه وخللا وكان النبى صلى الله عليه و سلم يعوذ الحسن والحسين رضى الله عنهما فيقول أعيذكما بكلمات الله التامة من كل هامة ومن كل عين لامة وأنكر الجبائى العين وهو مردود بما ذكرنا وقيل أنه أحب أن لا يفطن بهم أعداؤهم فيحتالوا لاهلاكهم وما أغنى عنكم من الله من شيء أى أن كان الله أراد بكم سوءا لم ينفعكم ولم يدفع عنكم ما أشرت به عليكم من التفرق وهو مصيبكم لا محالة إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون التوكل تفويض الامر إلى الله تعالى والاعتماد عليه ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم أى متفرقين ما كان يغنى عنهم دخولهم من ابواب متفرقة من الله من شيء أى شيئا قط حيث أصابهم ماساءهم مع تفرقهم من إضافة السرقة اليهم وافتضاحهم بذلك وأخذ أخيهم بوجدان الصواع فى رحله وتضاعف المصيبة على أبيهم إلا حاجة