يوسف ٦٨ - ٧٣
استثناء منقطع أي ولكن حاجة في نفس يعقوب قضاها وهي شفقته عليهم وإنه لذو علم يعنى قوله ما اعنى عنكم وعلمه بأن القدر لا يغنى عنه الحذر لما علمناه لتعليمنا إياه ولكن أكثر الناس لا يعلمون ذلك ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه ضم إليه بنيامين وروى أنهم قالوا له هذا أخونا قد جئناك به فقال لهم أحسنتم فأنزلهم وأكرمهم ثم أضافهم وأجلس كل اثنين منهم على مائدة فبقى بنيامين وحده فبكى وقال لو كان أخي يوسف حيا لأجلسنى معه فقال يوسف بقي اخوكم وحيدا فأجلسه معه على مائدته وجعل يؤاكله وقال له أتحب أن أكون أخاك بدل أخيك الهالك قال ومن يجد أخا مثلك ولكن لم يلدك يعقوب ولا راحيل فبكى يوسف وعانقه ثم قال له إنى أنا أخوك يوسف فلا تبتئس فلا تحزن بما كانوا يعملون بنا فيما مضى فان الله قد أحسن إلينا وجمعنا على خير ولا تعلمهم بما أعلمتك وروى أنه قال له فأنا لا أفارقك قال لقد علمت اغتمام والدى بي فان حبستك ازداد غمه ولا سبيل إلى ذلك إلا أن أنسبك إلى ما لا يحمد قال لا أبالى فافعل ما بدالك قال فأنى أدس صاعى في رحلك ثم أنادى عليك بأنك سرقته ليتهيأ لي ردك بعد تسريحك معهم فقال افعل فلما جهزهم بجهازهم هيأ أسبابهم وأوفى الكيل لهم جعل السقاية في رحل أخيه السقاية هى مشربة يسقي بها وهي الصواع قيل كان يسقي بها الملك ثم جعلت صاعا يكال به لعزة الطعام وكان يشبه الطاس من فضة أو ذهب ثم أذن مؤذن ثم نادى مناد آذنه أي أعلمه وأذن أكثر الأعلام ومنه المؤذن لكثرة ذلك منه روى انهم ارتحلوا وأمهلهم يوسف عليه السلام حتى انطلقوا ثم أمر بهم فادركوا وحبسوا ثم قيل لهم أيتها العير هي الإبل التى عليها الاحمال لأنها تعير اي تذهب وتجىء والمراد اصحاب العير إنكم لسارقون كناية عن سرقتهم إياه من أبيه قالوا واقبلوا عليهم ماذا تفقدون قالوا نفقد صواع الملك هو الصاع ولمن جاء به حمل بعير وانا به زعيم يقوله المؤذن يريد وأنا بحمل البعير كفيل أؤديه إلى من جاء به وأراد وسق بعير من طعام جعلا لمن حصله قالوا تالله قسم فيه معنى التعجب مما أضيف إليهم لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض استشهدوا بعلمهم لما ثبت عندهم من دلائل دينهم وأمانتهم حيث