يوسف ٧٣ - ٧٧
دخلوا وأفواه رواحلهم مشدودة لئلا تتناول زرعا أو طعاما لأحد من أهل السوق ولأنهم ردوا بضاعتهم التي وجدها في رحالهم وما كنا سارقين وما كنا نوصف قط بالسرقة قالوا فما جزاؤه الضمير للصواع أي فما جزاء سرقته ان كنتم كاذبين في جحودكم وادعاؤكم البراءة منه قالوا جزاؤه من وجد في رحله أي جزاء سرقته أخذ من وجد في رحله وكان حكم السارق في آل يعقوب ان يسترق سنة فلذلك استفتوا في جزائه وقولهم فهو جزاؤه تقرير للحكم أي فأخذ السارق نفسه هو جزاؤه لا غير أو جزاؤه مبتدأ والجملة الشرطية كما هي خبره كذلك نجزى الظالمين أي السراق بالاسترقاق فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه فبدأ بتفتيش أوعيتهم قبل وعاء بنيامين لنفي التهمة حتى بلغ وعاءه فقال ما اظن هذا أخذ شيئا فقالوا والله لا نتركه حتى تنظر في رحله فأنه أطيب لنفسك وأنفسنا ثم استخرجها أي الصواع من وعاء أخيه ذكر ضمير الصواع مرات ثم أنثه لأن التأنيث يرجع الى السقاية أو لأن الصواع يذكر ويؤنث الكاف في كذلك في محل النصب أي مثل ذلك الكيد العظيم كدنا ليوسف يعنى علمناه إياه ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك تفسير للكيد وبيان له لأن الحكم في دين الملك أي في سيرته للسارق أن يغرم مثلى ما أخذ لا أن يستبعد الا أن يشاء الله أي ما كان ليأخذه إلا بمشيئة الله وإرادته فيه نرفع درجات بالتنوين كوفي من نشاء أي في العلم كما رفعنا درجة يوسف فيه وفوق كل ذي علم عليم فوقه أرفع درجة منه في علمه أو فوق العلماء كلهم عليم هم دونه في العلم وهو الله عز و جل قالوا ان يسرق فقد سرق أخ له من قبل ارادوا يوسف قيل دخل كنيسة فأخذ تمثالا صغيرا من ذهب كانوا يعبدونه فدفنه وقيل كان في المنزل دجاجة فأعطاها السائل وقيل كانت منطقة لابراهيم عليه السلام يتوارثها أكابر ولده فورثها اسحق ثم وقعت الى ابنته وكانت أكبر أولاده فحضنت يوسف وهي عمته بعد وفاة امه وكانت لا تصبر عنه فلما شب أراد يعقوب ان ينزعه منها فعمدت إلى المنطقة فحزمتها على يوسف تحت ثيابه وقال فقدت منطقة إسحاق فانظروا من اخذها فوجدوها محزومة على يوسف فقالت إنه لي سلم افعل به ما شئت فخلاه يعقوب عندها حتى ماتت وروى أنهم لما استخرجوا الصاع من رحل بنيامين نكس اخوته رءوسهم حياء واقبلوا عليه وقالوا له فضحتنا وسودت وجوهنا يا بنى راحيل ما يزال


الصفحة التالية
Icon