يوسف ٧٨ - ٨٠
لنا منكم بلاء متى أخذت هذا الصاع فقال بنو راحيل الذين لا يزال منكم عليهم بلاء ذهبتم بأخي فأهلكتموه ووضع هذا الصواع في رحلى الذي وضع البضاعة في رحالكم فأسرها أي مقالتهم أنه سرق كأنه لم يسمعها يوسف في نفسه ولم يبدها قال أنتم شر مكانا تمييز أي أنتم شر منزلة في السرق لأنكم سرقتم اخاكم يوسف من ابيه والله أعلم بما تصفون تقولون أو تكذبون قالوا ياأيها العزيز ان له أبا شيخا كبيرا في السن وفي القدر فخذ أحدنا مكانه ابدله على وجه الاسترهان أو الاستعباد فان اباه يتسلى به عن أخيه المفقود إنا لنراك من المحسنين الينا فأتمم احسانك أو من عادتك الاحسان فاجر على عادتك ولا تغيرها قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعا عنده أي نعوذ بالله معاذا من ان نأخذ فأضيف المصدر إلى المفعول به وحذف من انا اذا لظالمون اذا جواب لهم وجزاء لأن المعنى ان اخذنا بدله ظلمنا وهذا لأنه وجب على قضية فتواكم اخذ من وجد الصاع في رحله واستعباده فلو أخذنا غيره كان ذلك ظلما في مذهبكم فلم تطلبون ما عرفتم انه ظلم فلما استيأسوا يئسوا وزيادة السين والتاء للمبالغة كما مر في استعصم منه من يوسف واجابته إياهم خلصوا انفردوا عن الناس خالصين لا يخالطهم سواهم نجيا ذوى نجوى أو فوجا نجيا اي مناجيا لمناجاة بعضهم بعضا أو تمحضوا تناجيا لاستجماعهم لذلك وإفاضتهم فيه بجد واهتمام كانهم في انفسهم صورة التناجى وحقيقته فالنجى يكون بمعنى المناجى كالسمير بمعنى المسامر وبمعنى المصدر الذي هو التناجى وكان تناجيهم في تدير أمرهم على أي صفة يذهبون وماذا يقولون لأبيهم في شأن أخيهم قال كبيرهم في السن وهو روبين أو في العقل والرأي وهو يهوذا أو رئيسهم وهو شمعون ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله ومن قبل ما فرطتم في يوسف ما صلة أي ومن قبل هذا قصرتم في شأن يوسف ولم تحفظوا عهد أبيكم أو مصدرية ومحل المصدر الرفع على الابتداء وخبره الظرف وهو من قبل ومعناه وقع من قبل تفريطكم في يوسف فلن أبرح الأرض فلن أفارق أرض مصر حتى يأذن لي أبي في الانصراف اليه أو يحكم الله لي بالخروج منها أو بالموت أو