يوسف ٩٩ - ١٠٠
الى وقت السحر أو الى ليلة الجمعة أو ليتعرف حالهم في صدق التوبة أو الى أن يسأل يوسف هل عفا عنهم ثم إن يوسف وجه الى ابيه جهازا ومائتى راحلة ليتجهز اليه بمن معه فلما بلغ قريبا من مصر خرج يوسف والملك في أربعة آلاف من الجند والعظماء وأهل مصر بأجمعهم فتلقوا يعقوب وهو يمشى يتوكأ على يهوذا فلما دخلوا على يوسف آوى إليه ضم إليه أبويه واعتنقهما قيل كانت أمه باقية وقيل ماتت وتزوج أبوه خالته والخالة أم كما أن العم أب ومنه قوله وإله آبائك ابراهيم واسماعيل واسحاق ومعنى دخولهم عليه قبل دخولهم مصر انه حين استقبلهم أنزلهم في مضرب خيمة أو قصر كان له ثمة فدخلوا عليه وضم اليه ابويه وقال لهم بعد ذلك ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين من ملوكها وكانوا لا يدخلونها الا بجوار أو من القحط وروى أنه لما لقيه قال يعقوب عليه السلام السلام عليك يا مذهب الأحزان وقال له يوسف يا أبت بكيت علي حتى ذهب بصرك ألم تعلم أن القيامة تجمعنا قال بلى ولكن خشيت أن يسلب دينك فيحال بيني وبينك وقيل إن يعقوب وولده دخلوا مصر وهم اثنان وسبعون ما بين رجال ونساء وخرجوا منها مع موسى ومقاتلتهم ستمائة ألف وخمسمائة وبضعة وسبعون رجلا سوى الذرية والهرمى وكانت الذرية ألف ألف ومائتى ألف ورفع ابويه على العرش وخروا له سجدا قيل لما دخلوا مصر وجلسوا في مجلسه مستويا على سريره واجتمعوا اليه أكرم أبويه فرفعهما على السرير وخروا له يعنى الإخوة الأحد عشرة والأبوين سجدا وكانت السجدة عندهم جارية مجرى التحية والتكرمة كالقيام والمصافحة وتقبيل اليد وقال الزجاج سنة التعظيم في ذلك الوقت ان يسجد للمعظم وقيل ما كانت الا انحناءة دون تعفير الجباه وخرورهم سجدا يأباه وقيل وخروا لأجل يوسف سجدا لله شكرا وفيه نبوة أيضا واختلف في استنبائهم وقال يا أبت هذا تأويل رؤياى من قبل قد جعلها أي الرؤيا ربى حقا اى صادقة وكان بين الرؤيا وبين التأويل اربعون سنة أو ثمانون أو ست وثلاثون أو اثنتان وعشرون وقد أحسن بي يقال احسن اليه وبه كذلك أساء إليه وبه إذ اخرجنى من السجن ولم يذكر الجب لقوله لا تثريب عليكم اليوم وجاء بكم من البدو من البادية لأنهم كانوا أصحاب مواش ينتقلون في المياه والمناجع من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين اخوتى أي أفسد بيننا وأغرى ان ربى لطيف