يوسف ١٠٣ - ١٠٩
اكثر الناس لو حرصت بمؤمنين أراد العموم أو أهل مكة أي وما هم بمؤمنين ولواجتهدت كل الاجتهاد على إيمانهم وما تسئلهم عليه عن التبليغ او على القرآن من أجر جعل إن هو إلا ذكر ما هو الا عظة من الله للعالمين وحث على طلب النجاة على لسان رسول من رسله وكأين من آية من علامة ودلالة على الخالق وعلى صفاته وتوحيده في السموات والأرض يمرون عليها على الآيات أو على الأرض ويشاهدونها وهم عنها عن الآيات معرضون لا يعتبرون بها المراد ما يرون من آثار الأمم الهالكة وغير ذلك من العبر وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون اي وما يؤمن أكثرهم في إقراره بالله وبأنه خلقه وخلق السموات والأرض إلا وهو مشرك بعبادة الوثن الجمهور على أنها نزلت في المشركين لأنهم مقرون بالله خالقهم ورازقهم واذا حز بهم أمر شديد دعوا الله ومع ذلك يشركون به غيره ومن جملة الشرك ما يقوله القدرية من اثبات قدرة التخليق للعبد والتوحيد المحض ما يقوله أهل السنة وهو انه لا خالق الا الله أفأمنوا ان تأتيهم غاشية عقوبة تغشاهم وتشملهم من عذاب الله أو تأتيهم الساعة القيامة بغتة حال أي فجأة وهم لا يشعرون باتيانها قل هذه سبيلي هذه السبيل التي هي الدعوة الى الإيمان والتوحيد سبيلي والسبيل والطريق يذكران ويؤنثان ثم فسر سبيله بقوله ادعوا الى الله على بصيرة اي ادعو الى دينه مع حجة واضحة غير عمياء أنا تأكيد للمستتر فى ادعو ومن اتبعنى عطف عليه اي ادعو الى سبيل الله انا ويدعو اليه من اتبعنى أو انا مبتدأ وعلى بصيرة خبر مقدم ومن اتبعنى عطف على أنا يخبر ابتداء بأنه ومن اتبعه على حجة وبرهان لا على هوى وسبحان الله وانزهه عن الشركاء وما أنا من المشركين مع الله غيره وما ارسلنا من قبلك إلا رجالا لا ملائكة لأنهم كانوا يقولون لو شاء ربنا لأنزل ملائكة أو ليست فيهم امرأة نوحى بالنون حفص إليهم من أهل القرى لأنهم أعلم وأحلم وأهل البوادى فيهم الجهل والجفاء أفلم يسيروا في الأرض فينظروا