الرعد ١٨ - ٢٢
لهم سوء الحساب المناقشة فيه في الحديث من نوقش الحساب عذب ومأواهم جهنم ومرجعهم بعد المحاسبة النار وبئس المهاد المكان الممهد والمذموم محذوف اي جهنم دخلت همزة الانكار على الفاء في أفمن يعلم لانكار أن تقع شبهة ما بعد ضرب من المثل في ان حال من علم أنما أنزل إليك من ربك الحق فاستجاب بمعزل من حال الجاهل الذي لم يستبصر فيستجيب وهو المراد بقوله كمن هو أعمى كبعد ما بين الزبد والماء والخبث والابريز إنما يتذكر أولوا الألباب اي الذين عملوا على قضايا عقولهم فنظروا واستبصروا الذين يوفون بعهد الله مبتدأ والخبر أولئك لهم عقبى الدار كقوله والذين ينقضون عهد الله أولئك لهم اللعنة وقيل هو صفة لأولى الألباب والأول أوجه وعهد الله ما عقدوه على أنفسهم من الشهادة بربوبيته واشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ولا ينقضون الميثاق ما اوثقوه على أنفسهم وقبلوه من الإيمان بالله وغيره من المواثيق بينهم وبين الله وبين العباد تعميم بعد تخصيص والذين يصلون ما امر الله به أن يوصل من الأرحام والقرابات ويدخل فيه وصل قرابة رسول الله صلى الله عليه و سلم وقرابة المؤمنين الثابتة بسبب الإيمان أنما المؤمنون إخوة بالاحسان إليهم على حسب الطاقة ونصرتهم والذب عنهم والشفقة عليهم وإفشاء السلام عليهم وعيادة مرضاهم ومنه مراعاة حق الأصحاب والخدم والجيران والرفقاء في السفر ويخشون ربهم أي وعيده كله ويخافون سوء الحساب خصوصا فيحاسبون أنفسهم قبل أن يحاسبوا والذين صبروا مطلق فيما يصبر عليه من المصائب في النفوس والأموال ومشاق التكاليف ابتعاء وجه ربهم لا ليقال ما اصبره وأحمله للنوازل وأوقره عند الزلازل ولا لئلا يعاب في الجزع واقاموا الصلاة داوموا على إقامتها وأنفقوا مما رزقناهم اي من الحلال وان كان الحرام رزقا عندنا سرا وعلانية يتناول النوافل لأنها في السر أفضل والفرائض لأن المجاهرة بها افضل نفيا للتهمة ويدرءون بالحسنة السيئة ويدفعون بالحسن من الكلام ما يرد عليهم من سيء غيرهم وإذا حرموا اعطوا واذا ظلموا عفوا وإذا قطعوا أو صلوا وإذا اذنبوا تابوا وإذا هربوا أنابوا وإذا رأوا منكرا أمروا بتغييره فهذه ثمانية أعمال تشير إلى ثمانية ابواب الجنة أولئك لهم عقبى الدار عاقبة الدنيا وهي الجنة لأنها