الرعد ٣١ - ٣٤
الناس جميعا ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا من كفرهم وسوء أعمالهم قارعة داهية تقرعهم بما يحل الله بهم في كل وقت من صنوف البلايا والمصائب في نفوسهم وأولادهم وأموالهم أو تحل قريبا من دارهم أو تحل القارعة قريبا منهم فيفزعون ويتطاير عليهم شررها ويتعدى اليهم شرورها حتى يأتي وعد الله اي موتهم أو القيامة أو ولا يزال كفار مكة تصيبهم بما صنعوا برسول الله من العداوة والتكذيب قارعة لأن جيش رسول الله يغير حول مكة ويختطف منهم أو تحل أنت يا محمد قريبا من دارهم بجيشك يوم الحديبية حتى يأتي وعد الله اي فتح مكة إن الله لا يخلف الميعاد أي لا خلف في موعده ولقد استهزىء برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا الاملاء الامهال وأن يترك ملاوة من الزمان في خفض وأمن ثم أخذتم فكيف كان عقاب وهذا وعيد لهم وجواب عن اقتراحهم الآيات على رسول الله استهزاء به وتسلية له أفمن هو قائم احتجاج عليهم في اشراكهم بالله يعنى أفالله الذي هو رقيب على كل نفس صالحة أو طالحة بما كسبت يعلم خيره وشره ويعد لكل جزاءه كمن ليس كذلك ثم استأنف فقال وجعلوا لله شركاء أي الاصنام قل سموهم أي سموهم له من هم ونبؤه بأسمائهم ثم قال أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض على أم المنقطعة أي بل اتنبؤنه بشركاء لا يعلمهم في الأرض وهو العالم بما في السموات والأرض فاذا لم يعلمهم على أنهم ليسوا بشيء والمراد نفي أن يكون له شركاء أم بظاهر من القول بل أتسمونهم شركاء بظاهر من القول من غير أن يكون لذلك حقيقة كقوله ذلك قولهم بأفواههم ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتوها بل زين للذين كفروا مكرهم كيدهم للاسلام بشركهم وصدواعن السبيل عن سبيل الله بضم الصاد كوفي وبفتحها غيرهم ومعناه وصدوا المسلمين عن سبيل الله ومن يضلل الله فما له من هاد من احد يقدر على هدايته لهم عذاب في الحياة الدنيا بالقتل والاسر وأنواع المحن


الصفحة التالية
Icon