الرعد ٣٤ - ٣٧
ولعذاب الآخرة أشق اشد لدوامه وما لهم من الله من واق من حافظ من عذابه مثل الجنةالتي وعد المتقون صفتها التي هي في غرابة المثل وارتفاعه بالابتداء والخبر محذوف أي فيما يتلى عليكم مثل الجنة أو الخبر تجرى من تحتها الانهار كما تقول صفة زيد أسمر اكلها دائم ثمرها دائم الوجود لا ينقطع وظلها دائم لا ينسخ في الدنيا بالشمس تلك عقبى الذين اتقوا أي الجنة الموصوفة عقبى تقواهم يعنى منتهى أمرهم وعقبى الكافرين النار والذين آتيناهم الكتاب يريد من أسلم من اليهود كابن سلام ونحوه ومن النصارى بأرض الحبشة يفرحون بما أنزل اليك ومن الاحزاب أي ومن أحزابهم وهم كفرتهم الذين تحزبوا على رسول الله صلى الله عليه و سلم بالعداوة ككعب بن الأشرف واصحابه والسيد والعاقب وأشياعهما من ينكر بعضه لأنهم كانوا لا ينكرون الأقاصيص وبعض الأحكام والمعانى مما هو ثابت في كتبهم وكانوا ينكرون نبوة محمد عليه الصلاة و السلام وغير ذلك مما حرفوه وبدلوه من الشرائع قل إنما أمرت أن أعبد الله ولا اشرك به هو جواب للمنكرين أي قل انما أمرت فيما أنزل إلى بأن أعبد الله ولا أشرك به فانكارهم له انكار لعبادة الله وتوحيده فانظروا ماذا تنكرون مع ادعائكم وجوب عبادة الله وأن لا يشرك به اليه أدعوا خصوصا لا أدعوا إلى غيره واليه لا إلى غيره مآب مرجعى وأنتم تقولون مثل ذلك فلا معنى لانكاركم وكذلك انزلناه ومثل ذلك الانزال أنزلناه مأمورا فيه بعبادة الله وتوحيده والدعوة اليه الى دينه والإنذار بدار الجزاء حكما عربيا حكمة عربية مترجمة بلسان العرب وانتصابه على الحال كانوا يدعون رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أمور يشاركهم فيها فقيل ولئن اتبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم أي بعد ثبوت العلم بالحجج القاطعة والبراهين الساطعة مالك من الله من ولى ولا واق أي لا ينصرك ناصر ولا يقيك منه واق وهذا من باب النهييج والبعث للسامعين على الثبات في الدين وأن لا يزال عند الشبهة بعد استمساكه بالحجة والا


الصفحة التالية
Icon