إبراهيم ١ - ٥
وذلك ما يمنحهم من التوفيق الى صراط بدل من النور بتكرير العامل العزيز الغالب بالانتقام الحميد المحمود على الانعام الله بالرفع مدنى وشامى على هو الله وبالجر وغيرهما على أنه عطف بيان للعزيز الحميد الذي له ما في السموات وما في الأرض خلقا وملكا ولما ذكر الخارجين من ظلمات الكفر إلى نور الايمان توعد الكافرين بالويل وهو نقيض الوأل وهو النجاة وهو اسم معنى كالهلاك فقال وويل للكافرين من عذاب شديد وهو مبتدأ وخبر وصفة الذين يستحبون يختارون ويؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة ويصدون عن سبيل الله عن دينه ويبغونها عوجا يطلبون لسبيل الله زيغا واعوجاجا والأصل ويبغون لها فحذف الجار وأوصل الفعل الذين مبتدأ خبره أولئك في ضلال بعيد عن الحق ووصف الضلال بالبعد من الاسناد المجازى والبعد في الحقيقة للضال لأنه هو الذي يتباعد عن طريق الحق فوصف به فعله كما تقول جد جده أو مجرور صفة للكافرين أو منصوب على الذم أو مرفوع على أعنى الذين أو هم الذين وما أرسلنا من رسول الابلسان قومه إلا متكلما بلغتهم ليبين لهم ما هو مبعوث به وله فلا يكون لهم حجة على الله ولا يقولون له لم نفهم ما خوطبنا به فإن قلت ان رسولنا صلى الله عليه و سلم بعث الى الناس جميعا بقوله قل يا أيها الناس إنى رسول الله اليكم جميعا بل إلى الثقلين وهم على ألسنة مختلفة فان لم تكن للعرب حجة فلغيرهم الحجة قلت لا يخلو إما ان ينزل بجميع الألسنة أو بواحد منها فلا حاجة الى نزوله بجميع الألسنة لأن الترجمة تنوب عن ذلك وتكفى التطويل فتعين أن ينزل بلسان واحد وكان لسان قومه أولى بالتعيين لأنهم أقرب اليه ولأنه أبعد من التحريف والتبديل فيضل الله من يشاء من آثر سبب الضلالة ويهدى من يشاء من آثر سبب الاهتداء وهو العزيز فلا يغالب على مشيئته الحكيم فلا يخذل إلا أهل الخذلان ولقد ارسلنا موسى بآياتنا التسع أن أخرج قومك بأن أخرج أو أي أخرج لأن الارسال فيه معنى القول كانه قيل أرسلناه وقلنا له أخرج قومك من الظلمات الى النور وذكرهم بأيام الله وأنذرهم بوقائعه التي وقعت على الأمم قبلهم قوم نوح وعاد وثمود ومنه ايام العرب لحروبها وملاحمها أو بأيام الانعام حيث ظلل عليهم الغمام وأنزل عليهم المن والسلوى