إبراهيم ٥ - ٩
وفلق لهم البحر ان في ذلك لآيات لكل صبار على البلايا شكور على العطايا كانه قال لكل مؤمن اذ الايمان نصفان نصف صبر ونصف شكر وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسوءونكم سوء العذاب إذ ظرف للنعمة بمعنى الإنعام اي انعامه عليكم إذ ذلك الوقت أو بدل اشتمال من نعمة الله اي اذكروا وقت انجائكم ويذبحون أبناءكم ذكر في البقرة يذبحون وفي الأعراف يقتلون بلا واو وهنا مع الواو والحاصل أن التذبيح حيث طرح الواو جعل تفسيرا للعذاب وبيانا له وحيث أثبت الواو جعل التذبيح من حيث انه زاد على جنس العذاب كانه جنس آخر ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم الاشارة الى العذاب والبلاء المحنة أو الى الإنجاء والبلاء النعمة ونبلوكم بالشر والخير فتنة واذ تأذن ربكم أي آذن ونظير تأذن وآذن توعد وأوعد ولا بد في تفعل من زيادة معنى ليس في أفعل كأنه قيل وإذ آذن ربكم ايذانا بليغا تنتفى عنده الشكوك والشبه وهو من جملة ما قال موسى لقومه وانتصابه للعطف على نعمة الله عليكم كأنه قيل وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم واذكروا حين تأذن ربكم والمعنى وإذ تأذن ربكم فقال لئن شكرتم يا بنى اسرائيل ما خولتكم من نعمة الإنجاء وغيرها لأزيدنكم نعمة الى نعمة فالشكر قيد الموجود وصيد المفقود وقيل إذا سمعت النعمة نعمه الشكر تأهبت للمزيد وقال ابن عباس رضي الله عنهما لئن شكرتم بالجد في الطاعة لأزيدنكم بالجد في المثوبة ولئن كفرتم ما أنعمت به عليكم ان عذابى لشديد لمن كفر نعمتى أما في الدنيا فسلب النعمة وأما في العقبى فتوالى النقم وقال موسى إن تكفروا أنتم يا بنى اسرائيل ومن في الأرض جميعا والناس كلهم فإن الله لغنى عن شكركم حميد وإن لم يحمده الحامدون وأنم ضررتم أنفسكم حيث حرمتموها الخير الذي لا بد لكم منه ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود من كلام موسى لقومه أو ابتداء خطاب لأهل عصر محمد عليه السلام والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله جملة من مبتدأ وخبر وقعت اعتراضا أو عطف الذين من بعدهم على قوم نوح ولا