إبراهيم ٢٢ - ٢٤
ولوموا أنفسكم حيث اتبعتمونى بلا حجة ولا برهان وقول المعتزلة هذا دليل على أن الانسان هو الذي يختار الشقاوة أو السعادة ويحصلها لنفسه وليس من الله الا التمكين ولا من الشيطان الا التزيين باطل لقوله لو هدانا الله اي إلى الايمان لهدينا كم كما مر ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخى لا ينجى بعضنا بعضا من عذاب الله ولا يغيثه والا صراخ الاغاثة بمصرخى حمزة اتباعا للخاء غيره بفتح الياء لئلا تجتمع الكسرة واليآن بعد كسرتين وهو جمع مصرخ فالياء الاولى ياء الجمع والثانية ضمير المتكلم إنى كفرت بما أشركتمون وبالياء بصرى وما مصدرية من قبل متعلق بأشركتمونى أي كفرت اليوم باشراككم اياى مع الله من قبل هذا اليوم اي في الدنيا كقوله ويوم القيامة يكفرون بشرككم ومعنى كفره باشراكهم اياه تبرؤه منه واستنكاره له كقوله انا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم أو من قبل متعلق بكفرت وما موصولة أي كفرت من قبل حين ابيت السجود لآدم بالذي اشركتمونيه وهو الله عز و جل تقول اشركنى فلان أي جعلنى له شريكا ومعنى إشراكهم الشيطان يالله طاعتهم له فيما كان يزينه لهم من عبادة الاوثان وهذا آخر قول الشيطان وقوله إن الظالمين لهم عذاب اليم قول الله عز و جل وقيل هو من تمام كلام ابليس وإنما حكى الله عز و جل ما سيقوله في ذلك الوقت ليكون لطفا للسامعين وادخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها عطف على برزوا باذن ربهم متعلق بأدخل أي ادخلتهم الملائكة الجنة باذن الله وأمره تحيتهم فيها سلام هو تسليم بعضهم على بعض في الجنة أو تسليم الملائكة عليهم الم تر كيف ضرب الله مثلا أي وصفه وبينه كلمة طيبة نصب بمضمر أي جعل كلمة طيبة كشجرة طيبة وهو تفسير لقوله ضرب الله مثلا نحو سرف الامير زيدا كساه حلة وحمله على فرس أو انتصب مثلا وكلمة يضرب أي ضرب كلمة طيبة مثلا يعنى جعلها مثلا ثم قال كشجرة طيبة على أنها خبر مبتدأ محذوف أي هي كشجرة طيبة أصلها ثابت أي في الأرض ضارب بعروقه فيها وفرعها واعلاها ورأسها في السماء والكلمة الطيبة كلمة التوحيد أصلها تصديق بالجنان وفرعها اقرار باللسان وأكلها عمل الاركان وكما أن الشجرة شجرة وان لم تكن حاملا فالمؤمن مؤمن وان لم يكن عاملا ولكن الأشجار لا تراد الا للثمار فما أقوات النار الا من الاشجار إذا اعتادت الاخفار في عهد الاثمار والشجرة كل


الصفحة التالية
Icon