إبراهيم ٢٥ - ٢٨
شجرة مثمرة طيبة الثمار كالنخلة وشجرة التين ونحو ذلك والجمهور على أنها النخلة فعن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ذات يوم ان الله تعالى ضرب مثل المؤمن شجرة فأخبرونى ما هي فوقع الناس في شجر البوادى وكنت صبيا فوقع في قلبي أنها النخلة فهبت رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أقولها وانا اصغر القوم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أنها النغلة فقال عمر يا بنى لو كنت قلتها لكانت احب إلى من حمر النعم تؤتى أكلها كل حين تعطى ثمرها كل وقت وقته الله لا
ثمارها باذن ربها بتيسير خالقها وتكوينه ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون لأن في ضرب الامثال زيادة افهام وتذكير وتصوير للمعانى ومثل كلمة خبيثة هي كلمة الكفر كشجرة خبيثة هي كل شجرة لا يطيب ثمرها وفي الحديث انها شجرة الحنظل اجتثت من فوق الأرض استؤصلت جثتها وحقيقة الاجتثات أخذ الجثة كلها وهو في مقابلة اصلها ثابت ما لها من قرار أي استقرار يقال قر الشيء قرارا كقولك ثبت ثباتا شبه بها القول الذي لم يعضد بحجة فهو داحض غير ثابت يثبت الله الذين آمنوا أي يديمهم عليه بالقول الثابت هو قول لا إله إلا الله محمد رسول الله في الحياة الدنيا حتى إذا فتنوا في دينهم لم يزلوا كما ثبت الذين فتنهم أصحاب الأخدود وغير ذلك وفي الآخرة الجمهور على أن المراد به في القبر بتلقين الجواب وتمكين الصواب فعن البراء ان رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكر قبض روح المؤمن فقال ثم تعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه في قبره فيقولان له من ربك وما دينك ومن نبيك فيقول ربى الله ودينى الاسلام ونبيى محمد صلى الله عليه و سلم فينادى مناد من السماء أن صدق عبدى فذلك قوله يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت ثم يقول الملكان عشت سعيدا ومت حميدا نم نومة العروس ويضل الله الظالمين فلا يثبتهم على القول الثابت في مواقف الفتن ونزل أقدامهم أول شيء وهم في الآخرة أضل وأزل ويفعل الله ما يشاء فلا اعتراض عليه في تثبيت المؤمنين واضلال الظالمين ألم تر الى الذين بدلوا نعمت الله أي شكر نعمة الله كفرا لأن شكرها الذي وجب عليهم وضعوا مكانه كفرا فكأنهم غيروا الشكر الى الكفر وبدلوه تبديلا وهم أهل مكة اكرمهم بمحمد عليه السلام فكفروا نعمة الله بدل ما لزمهم من الشكر وأحلوا قومهم الذين تابعوهم على الكفر دار البوار


الصفحة التالية
Icon