إبراهيم ٣٤ - ٣٧
المحذوف كقوله سرابيل تقيكم الحر من كل عن أبي عمرو وما سألتموه نفى ومحله النصب على الحال أي آتاكم من جميع ذلك غير سائليه او ما موصولة أي وآتاكم من كل ذلك ما احتجتم إليه فكأنكم سألتموه أو طلبتموه بلسان الحال وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها لا تطيقوا عدها وبلوغ آخرها هذا إذا أرادوا أن يعدوها على الاجمال وأما التفصيل فلا يعلمه إلا الله إن الإنسان لظلوم يظلم النعمة باغفال شكرها كفار شديد الكفران لها أو ظلوم في الشدة يشكو ويجزع كفار في النعمة يجمع ويمنع والإنسان للجنس فيتناول الأخبار بالظلم والكفران من يوجدان منه وإذ قال إبراهيم واذكر إذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد أي البلد الحرام آمنا ذا أمن و الفرق بين هذه وبين ما في البقرة أنه قد سأل فيها أن يجعل من جملة البلدان التي يأمن أهلها وفي الثانى أن يخرجه من صفة الخوف إلى الأمن كأنه قال هو بلد مخوف فاجعله آمنا واجنبنى وبعدنى أي ثبتنى وأدمنى على اجتناب عبادتها كما قال واجعلنا مسلمين لك أي ثبتنا على الإسلام وبنى أراد بنيه من صلبه أن نعبد الأصنام من أن نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيرا من الناس جعلن مضلات على طريق التسبيب لأن الناس ضلوا بسببهن فكانهن أضللنهم فمن تبعنى على ملتى وكان حنيفا مسلما مثلى فإنه منى أي هو بعضى لفرط اختصاصه بي ومن عصانى فيما دون الشرك فإنك غفور رحيم أو ومن عصانى عصيان شرك فإنك غفور رحيم ان تاب وآمن ربنا إنى أسكنت من ذريتى بعض أولادى وهم إسماعيل ومن ولد منه بواد هو وادى مكة غير ذى زرع لا يكون فيه شيء من زرع قط عند بيتك المحرم هو بيت الله سمى به لأن الله تعالى حرم التعرض له والتهاون به وجعل ما حوله حرما لمكانه أو لأنه لم يزل ممنعا يها به كل جبار أو لأنه محترم عظيم الحرمة لا يحل انتهاكها أو لأنه حرم على الطوفان أي منع منه كما سمى عتيقا لأنه أعتق منه ربنا ليقيموا الصلاة اللام متعلقة باسكنت أي ما اسكنتهم بهذا الوادى البلقع إلا ليقيموا الصلاة عند بيتك المحرم ويعمروه بذكرك وعبادتك فاجعل أفئدة من الناس أفئدة من افئدة الناس ومن للتبعيض لما روى عن مجاهد لو قال أفئدة الناس لزاحمتكم عليه فارس والروم والترك والهند أو للابتداء كقولك القلب منى سقيم تريد قلبى فكانه قيل أفئدة ناس ونكرت المضاف إليه في هذا التمثيل لتنكير أفئدة لأنها في الآية نكرة ليتناول بعض الأفئدة