إبراهيم ٣٧ - ٤٢
تهوى إليهم تسرع اليهم من البلاد الشاسعة وتطير نحوهم شوقا وارزقهم من الثمرات مع سكناهم واديا ما فيه شيء منها بأن تجلب إليهم من البلاد الشاسعة لعلهم يشكرون النعمة في أن يرزقوا أنواع الثمرات في واد ليس فيه شجر ولا ماء ربنا النداء المكرر دليل التضرع واللجأ إلى الله إنك تعلم ما نخفى وما نعلن تعلم السر كما تعلم العلن وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء من كلام الله عز و جل تصديقا لإبراهيم عليه السلام أو من كلام إبراهيم ومن للاستغراق كأنه قيل وما يخفى على الله شيء ما الحمد لله الذي وهب لى على الكبر على بمعنى مع وهو في موضع الحال أي وهب لى وأنا كبير إسمعيل وإسحق روى أن إسماعيل ولد له وهو ابن تسع وتسعين سنة وولد له إسحق وهو ابن مائة وثنتى عشرة سنة وروى أنه ولد له إسماعيل لأربع وستين وإسحق لتسعين وإنما ذكر حال الكبر لأن المنة بهبة الولد فيها أعظم لأنها حال وقوع اليأس من الولادة والظفر بالحاجة على عقب اليأس من أجل النعم ولأن الولادة في تلك السن العالية كانت آية لإبراهيم إن ربى لسميع الدعاء مجيب الدعاء من قولك سمع الملك كلام فلان إذا تلقاه بالإجابة والقبول ومنه سمع الله لمن حمده وكان قد دعا ربه وسأله الولد فقال رب هب لي من الصالحين فشكر لله ما أكرمه به من اجابته واضافة السميع الى الدعاء من اضافة الصفة إلى مفعولها وأصله لسميع الدعاء وقد ذكر سيبويه فعيلا في جملة أبنية المبالغة العاملة عمل الفعل كقولك هذا رحيم اباه رب اجعلنى مقيم الصلاة ومن ذريتى وبعض ذريتى عطفا على المنصوب في اجعلنى وإنما بعض لانه علم باعلام الله أنه يكون في ذريته كفار عن ابن عباس رضي الله عنهما لا يزال من ولد إبراهيم ناس على الفطرة الى ان تقوم الساعة ربنا وتقبل دعاء بالياء في الوصل والوقف مكى وافقه أبو عمرو وحمزة في الوصل الباقون بلاياء أي استجب دعائى أو عبادتى واعتزلكم وما تدعون من دون الله ٦ربنا اغفر لي ولوالدى أى آدم وحواء أو قاله قبل النهى واليأس عن إيمان أبويه وللمؤمنين يوم يقوم الحساب اي يثبت أو أسند الى الحساب قيام أهله اسنادا مجازيا مثل واسأل القرية ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون تسلية للمظوم ! وتهديد للظالم والخطاب لغير الرسول عليه السلام وإن كان للرسول فالمراد تثبيته عليه السلام على ما كان عليه من أنه لا يحسب الله غافلا كقوله ولا تكونن من