إبراهيم ٤٢ - ٤٥
المشركين ولا تدع مع الله إلها آخر وكما جاء في الأمر يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله وقيل المراد به الايذان بأنه عالم بما يفعل الظالمون لا يخفى عليه منه شيء وانه معاقبهم على قليله وكثيره على سبيل الوعيد والتهديد كقوله والله بما تعملون عليم إنما يؤخرهم أي عقوبتهم ليوم تشخص فيه الابصار أي أبصارهم لا تقرفي أماكنها من هول ما ترى مهطعين مسرعين إلى الداعى مقنعى رءوسهم رافعيها لا يرتد اليهم طرفهم لا يرجع اليهم نظرهم فينظروا الى أنفسهم وأفئدتهم هواء صفر من الخير لا تعى شيئا من الخوف والهواء الخلاء الذي لم تشغله الاجرام فوصف به فقيل قلب فلان هواء إذا كان جبانا لا قوة في قلبه ولا جراءة وقيل جوف لا عقول لهم وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب أي يوم القيامة ويوم مفعول ثان لأنذر لا ظرف إذ الانذار لا يكون في ذلك اليوم فيقول الذين ظلموا أي الكفار ربنا أخرنا الى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أي ردنا إلى الدنيا وامهلنا الى أمد وحد من الزمان قريب نتدارك ما فرطنا فيه من اجابة دعوتك واتباع رسلك فيقال لهم أو لم تكونوا اقسمتم من قبل ما لكم من زوال أي حلفتم في الدنيا انكم إذا متم لا تزالون عن تلك الحالة ولا تنتقلون الى دار أخرى يعنى كفرتم بالبعث كقوله واقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت وما لكم جواب القسم وإنما جاء بلفظ الخطاب كقوله اقسمتم ولو حكى لفظ المقسمين لقيل ما لنا من زوال أو اريد باليوم يوم هلاكهم بالعذاب العاجل أو يوم موتهم معذبين بشدة السكرات ولقاء الملائكة بلا بشرى فانهم يسألون يؤمنذ أن يؤخرهم ربهم الى أجل قريب يقال سكن الدار وسكن فيها ومنه وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم بالكفر لأن السكنى من السكون وهو اللبث والاصل تعديته بفي نحو قرفى الدار واقام فيها ولكنه لما نقل الى سكون خاص تصرف فيه فقيل سكن الدار كما قيل تبوأها ويجوز ان يكون سكنوا من السكون أي قروا فيها واطمأنوا طيبى النفوس سائرين سيرة من قبلهم في الظلم والفساد لا يحدثونها بما لقى الأولون من أيام الله وكيف كان عاقبة ظلمهم فيعتبروا ويرتدعوا وتبين لكم بالاخبار أو المشاهدة وفاعل تبين مضمر دل عليه الكلام أي تبين لكم حالهم و كيف ليس بفاعل لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله وإنما نصب


الصفحة التالية
Icon