الحجر ١٤ - ٢٠
السماء ولو أظهرنا لهم أوضح آية وهو فتح باب من السماء فظلوا يعرجون يصعدون لقالوا انما سكرت ابصارنا حيرت أو حبست من الابصار من السكر أو من السكر سكرت مكى أي حبست كما يحبس النهر من الجرى والمعنى أن هؤلاء المشركين بلغ من غلوهم في العناد أن لو فتح لهم باب من أبواب السماء ويسر لهم معراج يصعدون فيه اليها ورأوا من العيان ما رأوا لقالوا هو شيء نتخايله لا حقيقة له ولقالوا بل نحن قوم مسحورون قد سحرنا محمد بذلك أو الضمير للملائكة أي لواريناهم الملائكة يصعدون في السماء عيانا لقالوا ذلك وذكر الظلول ليجعل عروجهم بالنهار ليكونوا مستوضحين لما يرون وقال إنما ليدل على أنهم يبتون القول بأن ذلك ليس الا تسكيرا للابصار ولقد جعلنا في السماء خلقنا فيها بروجا نجوما أو قصورا فيها الحرس أو منازل للنجوم وزيناها اى السماء للناظرين وحفظناها اى السماء من كل شيطان رجيم ملعون او مرمى بالنجوم إلا من استرق السمع أي المسموع ومن في محل النصب على الاستثناء فأتبعه شهاب بحم ينقض فيعود مبين ظاهر للمبصرين قيل كانوا لا يحجبون عن السموات كلها فلما ولد عيسى عليه السلام منعوا من ثلاث سموات فلما ولد محمد صلى الله عليه و سلم منعوا من السموات كلها والأرض مددنها بسطناها من تحت الكعبة والجمهور على أنه تعالى مدها على وجه الماء والقينا فيها رواسى في الأرض جبالا ثوابت وانبتنا فيها من كل شيء موزون وزن بميزان الحكمة وقدر بمقدار تقتضيه لا تصلح فيه زيادة ولا نقصان أو له وزن وقدر في أبواب المنفعة والنعمة أو ما يوزن كالزعفران والذهب والفضة والنحاس والحديد وغيرها وخص ما يوزن لانتهاء الكيل الى الوزن وجعلنا لكم فيها في الأرض معايش ما يعاش به من المطاعم جمع معيشه وهي بياء صريحة بخلاف الخبائث ونحوها فان تصريح الياء فيها خطأ ومن لستم له برازقين من في محل النصب بالعطف على معايش أو على محل لكم كأنه قيل وجعلنا لكم فيها معايش وجعلنا لكم من لستم له برازقين أو جعلنا لكم فيها معايش ولمن لستم له برازقين وأراد بهم العيال والمماليك والخدم الذين يظنون أنهم يرزقونهم ويخطئون فان الله هو الرزاق يرزقهم واياهم ويدخل فيه الانعام والدواب ونحو ذلك ولا يجوز أن يكون محل من جر بالعطف على الضمير المجرور في لكم لأنه لا يعطف


الصفحة التالية
Icon