الحجر ٣٩ - ٤٧
لازينن لهم فبعزتك لاغوينهم في أنه اقسام إلا أن أحدهما اقسام بصفة الذات والثانى بصفة الفعل وقد فرق الفقهاء بينهما فقال العراقيون الحلف بصفة الذات كالقدرة والعظمة والعزة يمين والحلف بصفة الفعل كالرحمة والسخط ليس بيمين والاصح ان الأيمان مبنية على العرف فما تعارف الناس الحلف به يكون يمينا وما لا فلا والآية حجة على المعتزلة في خلق الأفعال وحملهم على التسبيب عدول عن الظاهر في الأرض في الدنيا التي هي دار الغرور وأراد أنى أقدر على الاحتيال لآدم والتزيين له الأكل من الشجرة وهو في السماء فانا على التزيين لأولاده في الأرض أقدر ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين وبكسر اللام بصرى ومكى وشامى استثنى المخلصين لأنه علم أن كيده لا يعمل فيهم ولا يقبلونه منه قال هذا صراط على مستقيم إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين أي هذا طريق حق على أن أراعيه وهو أن لا يكون لك سلطان على عبادى إلا من اختار اتباعك منهم لغوايته وقيل معنى على إلى على يعقوب من علو الشرف والفضل وإن جهنم لموعدهم اجمعين الضمير للغاوين لها سبعة أبواب لكل باب منهم من أتباع ابليس جزء مقسوم نصيب معلوم مفرز قيل أبواب النار اطباقها وادراكها فأعلاها للموحدين يعذبون بقدر ذنوبهم ثم يخرجون والثانى لليهود والثالث للنصارى والرابع للصابئين والخامس للمجوس والسادس للمشركين والسابع للمنافقين إن المتقين في جنات وعيون وبضم العين مدنى وبصرى وحفص المتقى على الاطلاق من يتقى ما يجب اتقاؤه مما نهى عنه وقال في الشرح ان دخل أهل الكتاب في قوله لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم فالمراد بالمتقين الذين اتقوا الكبائر وإلا فالمراد به الذين اتقوا الشرك ادخلوها أي يقال لهم ادخلوها بسلام حال أي سالمين أو مسلما عليكم تسلم عليكم الملائكة آمنين من الخروج منها والآفات فيها وهو حال أخرى ونزعنا ما في صدورهم من غل وهو الحقد الكامن في القلب أي ان كان لاحدهم غل في الدنيا على آخر نزع الله ذلك في الجنة من قلوبهم وطيب نفوسهم وعن علي رضي الله عنه أرجو ان أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير منهم وقيل معناه طهر الله قلوبهم من أن يتحاسدوا على الدرجات في الجنة ونزع منها كل غل وألقى فيها التوادد والتحابب إخوانا حال على سرر متقابلين كذلك قيل تدور بهم الأسرة حيثما داروا فيكونون في جميع أحوالهم متقابلين يرى


الصفحة التالية
Icon