الحجر ٤٨ - ٥٦
بعضهم بعضا لا يمسهم فيها نصب في الجنة تعب وما هم منها بمخرجين فتمام النعمة بالخلود ولما أتم ذكر الوعد والوعيد أتبعه نبىء عبادى أنى أنا الغفور الرحيم وأن عذابى هو العذاب الأليم تقرير لما ذكر وتمكينا له في النفوس قال عليه السلام لو يعلم العبد قدر عفو الله لما تورع عن حرام لا يعلم قدر عذابه لبخع نفسه في العبادة ولما أقدم على ذنب وعطف ونبئهم وأخبر أمتك على نبىء عبادى ليتخذوا ما أحل من العذاب بقوم لوط عبرة يعتبرون بها سخط الله وانتقامه من المجرمين ويتحققوا عنده أن عذابه هو العذاب الأليم عن ضيف إبراهيم أي اضيافه وهو جبريل عليه السلام مع احد عشر ملكا والضيف يجىء واحدا وجمعا لأنه مصدر ضافه إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما أي نسلم عليك سلاما أو سلمنا سلاما قال أي إبراهيم إنا منكم وجلون خائفون لامتناعهم من الاكل أو لدخولهم بغير اذن وبغير وقت قالوا لا توجل لا تخف إنا نبشرك استئناف في معنى التعليل للنهى عن الوجل أي إنك مبشر آمن فلا توجل وبالتخفيف وفتح النون حمزة بغلام عليم هو اسحاق لقوله في سورة هود فبشرناها بإسحاق قال أبشرتمونى على أن مسنى الكبر أي ابشرتمونى مع مس الكبر بأن يولد لي أي أن الولادة أمر مستنكر عادة مع الكبر فبم تبشرون هي ما الاستفهامية دخلها معنى التعجب كأنه قيل فبأي أعجوبة تبشرون وبكسر النون والتشديد مكى والأصل تبشروننى فادغم نون الجمع في نون العماد ثم حذفت الياء وبقيت الكسرة دليلا عليها تبشرون بالتخفيف نافع والأصل تبشروننى فحذفت الياء اجتزاء بالكسرة وحذف نون الجمع قالوا بشرناك بالحق باليقين الذي لا لبس فيه فلا تكن من القانطين من الآيسين من ذلك قال إبراهيم ومن يقنط وبكسر النون بصرى وعلى من رحمة ربه إلا الضالون إلا المخطئون طريق الصواب أو إلا الكافرون كقوله انه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون اي لم استنكر ذلك قنوطا من رحمته