الحجر ٥٧ - ٦٥
ولكن استبعادا له في العادة التي اجراها قال فما خطبكم فما شأنكم أيها المرسلون قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين أي قوم لوط إلا آل لوط يريد أهله المؤمنين والاستثناء منقطع لأن القوم موصفون بالإجرام والمستثنى ليس كذلك أو متصل فيكون استثناء من الضمير في مجرمين كأنه قيل إلى قوم قد أجرموا كلهم إلا آل لوط وحدهم والمعنى يختلف باختلاف الاستثناءين لأن آل لوط مخرجون في المنقطع من حكم الارسال يعنى أنهم أرسلوا إلى القوم المجرمين خاصة ولم يرسلوا إلى آل لوط أصلا ومعنى ارسالهم إلى القوم المجرمين كارسال السهم إلى المرمى في أنه في معنى التغذيب والاهلاك كأنه قيل انا أهلكنا قوما مجرمين ولكن آل لوط انجيناهم وأما في المتصل فهم داخلون في حكم الارسال يعنى أن الملائكة أرسلوا إليهم جميعا ليهلكوا هؤلاء وينجوا هؤلاء وإذا انقطع الاستثناء جرى انا لمنجوهم اجمعين مجرى خبر لكن في الاتصال بآل لوط لأن المعنى لكن آل لوط منجون وإذا اتصل كان كلاما مستأنفا كأن إبراهيم عليه السلام قال لهم فما حال آل لوط فقالوا انا لمنجوهم إلا امرأته مستثنى من الضمير المجرور في لمنجوهم وليس باستثناء من الاستثناء لأن الاستثناء من الاستثناء إنما يكون فيما اتحد الحكم فيه بأن يقول أهلكناهم إلا آل لوط إلا امرأته وهنا قد اختلف الحكمان لأن آل لوط متعلق بارسلنا أو بمجرمين وإلا امراته متعلق بمنجوهم فكيف يكون استثناء من استثناء لمنجوهم بالتخفيف حمزة وعلى قدرنا وبالتخفيف أبو بكر إنها لمن الغابرين الباقين في العذاب قيل لو لم تكن اللام قى خبرها لوجب فتح أن لأنه مع اسمه وخبر مفعول قدرنا ولكنه كقوله ولقد علمت الجنة أنهم لمحضرون وإنما أسند الملائكة فعل التقدير إلى أنفسهم ولم يقولوا قدر الله لقربهم كما يقول خاصة الملك امرنا بكذا والآمر هو الملك فلما جاء آل لوط المرسلون قال انكم قوم منكرون أي لا أعرفكم أي ليس عليكم زى السفر ولا أنتم من أهل الحضر فأخاف أن تطرقونى بشر قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون أي ما جئناك بما تنكرنا لأجله بل جئناك بما فيه سرورك وتشفيك من أعدائك وهو العذاب الذي كنت تتوعدهم بنزوله فيمترون فيه أي يشكون ويكذبونك وأتيناك بالحق باليقين من عذابهم وإنا لصادقون في الاخبار بنزوله بهم فأسر بأهلك بقطع من الليل في آخر الليل أو بعد