الحجر ٦٥ - ٧٣
ما يمضى شيء صالح من الليل واتبع أدبارهم وسر خلفهم لتكون مطلعا عليهم وعلى احوالهم ولا يلتفت منكم أحد لئلا يروا ما ينزل بقومهم من العذاب فيرقوا لهم أو جعل النهى عن الالتفات كناية عن مواصلة السير وترك التوانى والتوقف لأن من يلتفت لا بد له في ذلك من أدنى وقفة وامضوا حيث تؤمرون حيث أمركم الله بالمضى إليه وهو الشام أو مصر وقضينا إليه ذلك الأمر عدى قضينا بالى لأنه ضمن معنى أوحينا كأنه قيل وأوحينا إليه مقضيا مبتوتا وفسر ذلك الأمر بقوله أن دابر هؤلاء مقطوع وفي ابهامه وتفسيره تفخيم للأمر ودابرهم آخرهم أي يستأصلون عن آخرهم حتى لا يبقي منهم أحد مصبحين وقت دخولهم في الصبح وهو حال من هؤلاء وجاء أهل المدينة سدوم التي ضرب بقاضيها المثل في الجور يستبشرون بالملائكة طمعا منهم في ركوب الفاحشة قال لوط إن هؤلاء ضيفى فلا تفضحون بفضيحة ضيفي لأن من أساء إلى ضيفى فقد أساء إلى واتقوا الله ولا تخزنون أي ولا تذلون باذلال ضيفى من الخزى وهو الهوان وبالياء فيها يعقوب قالوا أو لم ننهك عن العالمين عن أن نجير منهم أحد أو تدفع عنهم فإنهم كانوا يتعرضون لكل احد وكان عليه السلام يقوم بالنهى عن المنكر والحجز بينهم وبين المتعرض له فأوعدوه وقالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المجرمين أو عن ضيافة الغرباء قال هؤلاء بتاتى فانكحوهن وكان نكاح المؤمنات من الكفار جائزا ولا تتعرضوا لهم إن كنتم فاعلين ان كنتم تريدون قضاء الشهوة فيما أحل الله دون ما حرم فقالت الملائكة للوط عليه السلام لعمرك إنهم لفي سكرتهم أي في غوايتهم التي أذهبت عقولهم وتمييزهم بين الخطأ الذي هم عليه وبين الصواب الذي تشير به عليهم من ترك البنين إلى البنات يعمهون يتحيرون فكيف يقبلون قولك ويصغون إلى نصيحتك أو الخطاب لرسول الله صلى الله عليه و سلم وهو قسم بحياته وما أقسم بحياة احد قط تعظيما له والعمر والعمر واحد وهو البقاء إلا أنهم خصوا القسم بالمفتوح ايثارا للاخف لكثرة دور الحلف على ألسنتهم ولذا حذفوا الخبر وتقديره لعمرك قسمى فأخذتهم الصيحة صيحة جبريل عليه السلام مشرقين داخلين في الشروق وهو