الحجر ٧٤ - ٨٥
بزوغ الشمس فجعلنا عاليها سافلها رفعها جبريل عليه السلام إلى السماء ثم قلبها والضمير لقرى قوم لوط وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل إن في ذلك لآيات للمتوسمين للمتفرسين المتأملين كأنهم يعرفون باطن الشيء بسمة ظاهرة وإنها وإن هذه القرى يعنى آثارها لبسبيل مقيم ثابت يسلكه الناس لم يندرس بعدوهم يبصرون تلك الآثار وهو تنبيه لقريش كقوله وانكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل إن في ذلك لآية للمؤمنين لأنهم المنتفعون بذلك وإن كان أصحاب الأيكة وأن الأمر والشأن كان أصحاب الأيكة أي الغيضة لظالمين لكافرين وهم قوم شعيب عليه السلام فانتقمنا منهم فأهلكناهم لما كذبوا شعيبا وانهما يعنى قرى قوم لوط والأيكة لبامام مبين لبطريق واضح والإمام اسم ما يؤتم به فسمى به الطريق ومطمر البناء لأنهما مما يؤتم به ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين هم ثمود والحجر واديهم وهو بين المدينة والشام المرسلين يعنى بتكذيبهم صالحا لأن كل رسول كان يدعو إلى الإيمان بالرسل جميعا فمن كذب واحدا منهم فكانما كذبهم جميعا أو أراد صالحا ومن معه من المؤمنين كما قيل الخبيبيون في ابن الزبير واصحابه وآتيناهم آياتنا فكانوا عنها معرضين أي أعرضوا عنها ولم يؤمنوا بها وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا أي ينقبون في الجبال بيوتا أو يبنون من الحجارة آمنين لوثاقة البيوت واستحكامها من أن تنهدم ومن نقب اللصوص والاعداء أو آمنين من عذاب الله يحسبون أن الجبال تحميهم منه فأخذتهم الصيحة العذاب مصبحين في اليوم الرابع وقت الصبح فما اغنى عنهم ما كانوا يكسبون من بناء البيوت الوثيقة واقتناء الأموال النفيسة وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق إلا خلقا ملتبسا بالحق لا باطلا وعبثا أو بسبب العدل والانصاف يوم الجزاء على الأعمال وإن الساعة أي القيامة لتوقعها كل ساعة لآتية وأن الله ينتقم لك فيها من أعدائك ويجازيك وإياهم على حسناتك وسيآتهم فإنه ما خلق السموات والأرض وما بينهما