الحجر ٨٥ - ٩١
إلا لذلك فاصفح الصفح الجميل فاعرض عنهم اعراضا جميلا بحلم واغضاء قيل هو منسوخ بآية السيف وإن أريد به المخالفة فلا يكون منسوخا ان ربك هو الخلاق الذي خلقك وخلقهم العليم بحالك وحالهم فلا يخفى عليه ما يجرى بينكم وهو يحكم بينكم ولقد آتيناك سبعا أي سبع آيات وهي الفاتحة أو سبع سور وهي الطوال واختلف في السابعة فقيل الانفال وبراءة لأنهما في حكم سورة بدليل عدم التسمية بينهما وقيل سورة يونس أو أسباع القرآن من المثانى هي من التثنية وهي التكرير لأن الفاتحة مما يتكرر في الصلاة أو من الثناء لاشتمالها على ما هو ثناء على الله الواحدة مثناة أو مثنية صفة لآية وأما السور الاسباع فلما وقع فيها من تكرير القصص والمواعظ والوعد والوعيد ولما فيها من الثناء كأنها تثنى على الله وإذا جعلت السبع مثانى فمن للتبيين وإذا جعلت القرآن مثانى فمن للتبعيض والقرآن العظيم هذا ليس بعطف الشيء على نفسه لإنه إذا أريد بالسبع الفاتحة أو الطوال فما وراءهن ينطلق عليه اسم القرآن لأنه اسم يقع على البعض كما يقع على الكل دليله قوله بما اوحينا إليك هذا القرآن يعنى سورة يوسف وإذا أريد به الاسباع فالمعنى ولقد آتيناك ما يقال له السبع المثانى والقرآن العظيم أي الجامع لهذين النعتين وهو التثنية أو الثناء والعظم ثم قال لرسوله لاتمدن عينيك أي لا تطمح ببصرك طموح راغب ٢فيه متمن له إلى ما متعنا به أزواجا منهم أصنافا من الكفار كاليهود والنصارى والمجوس يعنى قد أوتيت النعمة العظمى التي كل نعمة وان عظمت فهي إليها حقيرة وهي القرآن العظيم فعليك أن تستغنى به ولا تمدن عينيك إلى متاع الدنيا وفي الحديث ليس منا من لم يتغن بالقرآن وحديث أبي بكر من أوتى القرآن فرأى أن أحدا أوتى من الدنيا أفضل مما أوتى فقد صغر عظيما وعظم صغيرا ولا تحزن عليهم أي لا تتمن أموالهم ولا تحزن عليهم انهم لم يؤمنوا فيتقوى بمكانهم الإسلام والمسلمون واخفض جناحك للمؤمنين وتواضع لمن معك من فقراء المؤمنين وطب نفسا عن إيمان الأغنياء وقل لهم إنى أنا النذير المبين أنذركم ببيان وبرهان أن عذاب الله نازل بكم كما أنزلنا متعلق بقوله ولقد آتيناك اي أنزلنا عليك مثل ما انزلنا على المقتسمين وهم أهل الكتاب الذين جعلوا القرآن عضين أجزاء جمع عضة وأصلها عضوة فعلة من عضى الشاة إذا جعلها أعضاء حيث قالوا بعنادهم بعضه حق موافق للتوارة والانجيل وبعضه باطل مخالف لهما فاقتسموه إلى حق وباطل وعضوه وقيل كانوا يستهزءون به فيقول بعضهم سورة البقرة لى ويقول


الصفحة التالية
Icon