النحل ٥ - ٩
فيها دفء هو اسم ما يدفأ به من لباس معمول من صوف أو وبر او شعر ومنافع وهي نسلها ودرها ومنها تأكلون قدم الظرف وهو يؤذن بالاختصاص وقد يؤكل من غيرها لأن الأكل منها هو الأصل الذي يعتمده الناس في معايشهم وأما الأكل من غيرها كالدجاج والبط وصيد البر والبحر فكغير المعتد به وكالجارى مجرى التفكه ولكم فيها جمال حين تريحون تردونها من مراعيها إلى مراحها بالعشى وحين تسرحون ترسلونها بالغداة إلى مسارحها من الله تعالى بالتجميل بها كما من بالانتفاع بها لأنه من أغراض أصحاب المواشى لأن الرعيان إذا روحوها بالعشى وسرحوها بالغداة تزينت باراحتها وتسريحها الافنية وفرحت أربابها وأكسبتهم الجاه والحرمة عند الناس وإنما قدمت الاراحة على التسريح لأن الجمال في الاراحة أظهر إذا أقبلت ملأى البطون حافلة الضروع وتحمل أثقالكم أحمالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس وبفتح الشين أبو جعفر وهما لغتان في معنى المشقة وقيل المفتوح مصدر شق الأمر عليه شقا وحقيقته راجعة إلى الشق الذي هو الصدع وأما الشق فالنصف كأنه يذهب نصف قوته لما ينال من الجهد والمعنى وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه لو لم تخلق الإبل إلا بجهد ومشقة فضلا أن تحملوا أثقالكم على ظهورهم أو معناه لم تكونوا بالغيه بها إلا بشق الأنفس وقيل أثقالكم أبدانكم ومنه الثقلان للجن والانس ومنه وأخرجت الأرض اثقالها أي بنى آدم إن ربكم لرءوف رحيم حيث رحمكم بخلق هذه الحوامل وتيسير هذه المصالح والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة عطف على الأنعام أي وخلق هذه للركوب والزينة وقد احتج أبو حنيفة رحمه الله على حرمة أكل لحم الخيل لأنه علل خلقها للركوب والزينة ولم يذكر الاكل بعد ما ذكره في الأنعام ومنفعة الأكل أقوى والآية سيقت لبيان النعمة ولا يليق بالحكيم أن يذكر في مواضع المنة أدنى النعمتين ويترك أعلاهما وانتصاب زينة على المفعول له عطفا على محل لتركبوها وخلق ما لا تعلمون من أصناف خلائقه وهو قوله ويخلق ما لا تعلمون ومن هذا وصفه يتعالى عن أن يشرك به غيره وعلى الله قصد السبيل المراد به الجنس ولذا قال ومنها جائر والقصد مصدر بمعنى الفاعل وهو القاصد يقال سبيل قصد وقاصد أي مستقيم كأنه يقصد الوجه الذي يؤمه السالك لا يعدل عنه ومعناه إن هداية الطريق الموصل إلى الحق عليه كقوله إن علينا للهدى


الصفحة التالية
Icon