النحل ٩ - ١٤
وليس ذلك للوجوب إذ لا يجب على الله شيء ولكن يفعل ذلك تفضيلا وقيل معناه وإلى الله وقال الزجاج معناه وعلى الله تبيين الطريق الواضح المستقيم والدعاء إليه بالحجج ومنها جائر أي من السبيل مائل عن الاستقامة ولو شاء لهداكم أجمعين أراد هداية اللطف بالتوفيق والانعام به الهدى العام هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب لكم متعلق بإنزال أو خبر لشراب وهو ما يشرب ومنه شجر يعنى الشجر الذي ترعاه المواشي فيه تسيمون من سامت الماشية إذا رعت فهى سائمة واسامها صاحبها وهو من السومة وهي العلامة لأنها تؤثر بالمرعى علامات في الأرض ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات ولم يقل كل الثمرات لأن كلها لا تكون إلا في الجنة وإنما أنبت في الأرض من كلها للتذكرة إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون فيستدلون بها عليه وعلى قدرته وحكمته والآية الدلالة الواضحة وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره بنصب الكل على وجعل النجوم مسخرات والنجوم مسخرات فقط حفص والشمس والقمر والنجوم مسخرات شامى على الابتداء والخبر إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون جمع الآية وذكر العقل لأن الآثار العلوية أظهر دلالة على القدرة الباهرة وأبين شهادة للكبرياء والعظمة وما ذرأ لكم في الأرض معطوف على الليل والنهار أي ما خلق فيها من حيوان وشجر وثمر وغير ذلك مختلفا حال ألوانه إن في ذلك لآية لقوم يذكرون يتعظون وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا هو السمك ووصفه بالطراوة لأن الفساد يسرع إليه فيؤكل سريعا طريا خيفة الفساد وإنما لا يحنث بأكله إذا حلف لا يأكل لحما لأن مبنى الإيمان على العرف ومن قال لغلامه اشتر بهذه الدراهم لحما فجاء بالسمك كان حقيقا بالإنكار وتستخرجوا منه حلية هي اللؤلؤة والمرجان تلبسونها المراد بلبسهم لبس نسائهم ولكنهن إنما يتزين بها من أجلهم فكأنها زينتهم ولباسهم وترى الفلك