النحل ١٤ - ٢٠
مواخر جوارى تجرى جريا وتشق الماء والمخر شق الماء بحيزومها فيه في البحر ولتبتغوا من فضله هو عطف على محذوف أي لتعتبروا ولتبتغوا وابتغاء الفضل التجارة ولعلكم تشكرون الله على ما أنعم عليكم به وألقى في الأرض رواسى جبالا ثوابت أن تميد بكم كراهية أن تميل بكم أو تضطرب أو لئلا تميد بكم لكن حذف المضاف أكثر قيل خلق الله الأرض فجعلت تميد فقالت الملائكة ما هي بمقر أحد على ظهرها فأصبحت وقد أرسيت بالجبال لم تدر الملائكة مم خلقت وأنهارا وجعل فيها انهارا لأن القي فيه معنى جعل وسبلا طرقا لعلكم تهتدون إلى مقاصدكم أو إلى توحيد ربكم وعلامات هي معالم الطرق وكل ما يستدل به السابلة من جبل وغير ذلك وبالنجم هم يهتدون المراد بالنجم الجنس أو هو التريا والفرقدان وبنات نعش والجدى فان قلت وبالنجم هم يهتدون مخرج عن سنن الخطاب مقدم فيه النجم مقحم فيه هم كأنه قيل وبالنجم خصوصا هؤلاء خصوصا يهتدون فمن المراد بهم قلت كانه أراد قريشا فلهم اهتداء بالنجوم في مسايرهم ولهم بذلك علم لم يكن مثله لغيرهم فكان الشكر أوجب عليهم والاعتبار ألزم لهم فخصصوا أفمن يخلق أي الله تعالى كمن لا يخلق أي الأصنام وجىء بمن الذي هو لأولى العلم لزعمهم حيث سموها آلهة وعبدوها فاجروها مجرى أولى العلم أو لأن المعنى أن من يخلق ليس كمن لا يخلق من أولى العلم فكيف بما لا علم عنده وانما لم يقل أفمن لا يخلق كمن يخلق مع اقتضاء المقام بظاهره إياه لكونه الزاما للذين عبدوا الأوثان وسموها آلهة تشبيها بالله لأنهم حين جعلوا غير الله مثل الله في تسميته باسمه والعبادة له فقد جعلوا الله من جنس المخلوقات وشبيها بها فانكر عليهم ذلك بقوله أفمن يخلق كمن لا يخلق وهو حجة على المعتزلة في خلق الأفعال أفلا تذكرون فتعرفون فساد ما انتم عليه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها لاتضبطوا عددها ولا تبلغه طاقتكم فضلا ان تطيقوا القيام بحقها من أداء الشكر وانما اتبع ذلك ما عدد من نعمة تنبيها على أن ما وراءها لا ينحصر ولا يعد ان الله لغفور رحيم يتجاوز عن تقصيركم في أداء شكر النعمة ولا يقطعها عنكم لتفريطكم والله يعلم ما تسرون وما تعلنون من أقوالكم وأفعالكم وهو وعيد والذين يدعون والآلهة الذين