النحل ٢٠ - ٢٦
يدعوهم الكفار من دون الله وبالتاء غير عاصم لا يخلقون شيئا وهم يخلقون أموات أي هم أموات غير أحياء وما يشعرون ايان يبعثون نفي عنهم خصائص الإلهية بنفي كونهم خالقين وأحياء لا يموتون وعالمين بوقت البعث وأثبت لهم صفات الخلق بأنهم مخلوقون اموات جاهلون بالبعث ومعنى أموات غير أحياء انهم لو كانوا آلهة على الحقيقة لكانوا أحياء غير أموات اي غير جائز عليها الموت وامرهم بالعكس من ذلك والضمير في يبعثون للداعين أي لا يشعرون متى تبعث عبدتهم وفيه تهكم بالمشركين وأن آلهتم لا يعلمون وقت بعثهم فكيف يكون لهم وقت جزاء أعمالهم منهم على عبادتهم وفيه دلالة على أنه لا بد من البعث إلهكم إله واحد أي ثبت بما مر أن الإلهية لا تكون لغير الله وان معبودكم واحد فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة للوحدانية وهم مستكبرون عنها وعن الاقرار بها لاجرم حقا ان الله يعلم ما يسرون وما يعلنون أي سرهم وعلانيتهم فيجازيهم وهو وعيد انه لا يحب المستكبرين عن التوحيد يعنى المشركين وإذا قيل لهم لهؤلاء الكفار ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين ماذا منصوب بأنزل أي أي شيء أنزل ربكم أو مرفوع على الابتداء أي أي شيء انزله ربكم وأساطير خبر مبتدأ محذوف قيل هو قول المقتسمين الذين اقتسموا مداخل مكة ينفرون عن رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا سألهم وفود الحاج عما أنزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم قالوا أساطير الأولين أي أحاديث الأولين واباطيلهم واحدتها اسطورة وإذا رأوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يخبرونهم بصدقه وانه نبي فهم الذين قالوا خيرا ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم أي قالوا ذلك اضلالا للناس فحملوا أوزار إضلالهم كاملة وبعض أوزار من ضل بضلالهم وهو وزر الاضلال لأن المضل والضال شريكان واللام للتعليل بغير علم حال من المفعول أي يضلون من لا يعلم أنهم ضلال ألا ساء ما يزرون محل ما رفع قد مكر الذين من قبلهم فاتى الله بنيانهم من القواعد أي من جهة


الصفحة التالية
Icon