النحل ٢٦ - ٣٠
القواعد وهي الأساطين هذا تمثيل يعنى أنهم سووا منصوبات ليمكروا بها رسل الله فجعل الله هلاكهم في تلك المنصوبات كحال قوم بنوا بنيانا وعمدوه بالأساطين بأن ضعضعت فسقط عليهم السقف وماتوا وهلكوا والجمهور على أن المراد به نمرود بن كنعان حين بنى الصرح ببابل طوله خمسة آلاف ذراع وقيل فرسخان فاهب الله الريح فخر عليه وعلى قومه فهلكوا فأتى الله أي أمره بالاستئصال فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون من حيث لا يحتسبون ولا يتوقعون ثم يوم القيامة يخزيهم يذلهم بعذاب الخزى سوى ما عذبوا به في الدنيا ويقول اين شركائى على الإضافة إلى نفسه حكاية لإضافتهم ليوبخهم بها على طريق الاستهزاء بهم الذين كنتم تشاقون فيهم تعادون وتخاصمون المؤمنين في شأنهم تشاقون نافع أي تشاقوننى فيهم لأن مشاقة المؤمنين كأنها مشاقة الله قال الذين اوتوا العلم أي الأنبياء والعلماء من أممهم الذين كانوا يدعونهم الى الايمان ويعظونهم فلا يلتفتون اليهم ويشاقونهم يقولون ذلك شماتة بهم أو هم الملائكة ان الخزى اليوم الفضيحة والسوء العذاب على الكافرين الذين تتوفاهم الملائكة وبالياء حمزة وكذا ما بعده ظالمى انفسهم بالكفر بالله فألقوا السلم أي الصلح والاستسلام اي اخبتوا وجاءوا بخلاف ما كانوا عليه في الدنيا من الشقاق وقالوا ما كنا نعمل من سوء وجحدوا ما وجد منهم من الكفران والعدواة فرد عليهم أولوا العلم وقالوا بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون فهو يجازيكم عليه وهذا أيضا من الشماتة وكذلك فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين جهنم وقيل للذين اتقوا الشرك ماذا انزل ربكم قالوا خيرا وإنما نصب هذا ورفع أساطير لأن التقدير هنا أنزل خيرا فأطبقوا الجواب على السؤال وثمة التقدير هو أساطير الأولين فعدلوا بالجواب عن السؤال للذين احسنوا في هذه الدنيا أي آمنوا وعملوا الصالحات أو قالوا لا إله إلا الله حسنة بالرفع أي ثواب وأمن وغنيمة وهو بدل من خيرا لقول الذين اتقوا اي قالوا هذا القول فقدم عليه تسميته خيرا ثم حكاه