النحل ٣٦ - ٤٠
بعثنا في كل أمة رسولا أن أعبدوا الله بأن وحدوه واجتنبوا الطاغوت الشيطان يعنى طاعته فمنهم من هدى الله لاختيارهم الهدى ومنهم من حقت عليه الضلالة اي لزمته لاختياره اياها فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين حيث أهلكهم الله وأخلى ديارهم عنهم ثم ذكر عناد قريش وحرص رسول الله صلى الله عليه و سلم على ايمانهم وأعلمه أنهم من قسم من حقت عليه الضلالة فقال ان تحرص على هداهم فان الله لا يهدى من يضل بفتح الياء وكسر الدال كوفى الباقون بضم الياء وفتح الدال والوجه فيه أن من يضل مبتدأ ولا يهدى خبره وما لهم من ناصرين يمنعونهم من جريان حكم الله عليهم ويدفعون عنهم عذابه الذي أعد لهم وأقسموا بالله جهد أيمانهم معطوف على وقال الذين أشركوا لا يبعث الله من يموت بلى هو إثبات لما بعد النفي أي بل يبعثهم وعدا عليه حقا وهو مصدر مؤكد لما دل عليه بلى لأن يبعث موعد من الله وبين أن الوفاء بهذا الوعد حق ولكن أكثر الناس لا يعلمون أن وعده حق أو أنهم يبعثون ليبين لهم متعلق بما دل عليه بلى أي يبعثهم ليبين لهم والضمير لمن يموت وهو يشمل ٢المؤمنين والكافرين الذي يختلفون فيه هو الحق وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين في قولهم لا يبعث الله من يموت إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون أي فهو يكون وبالنصب شامى وعلى على جواب كن قولنا مبتدأ وأن نقول خبره وكن فيكون من كان التامة التي بمعنى الحدوث والوجود أي إذا أردنا وجود شيء فليس إلا أن نقول له أحدث فهو يحدث بلا توقف وهذه عبارة عن سرعة الإيجاد يبين أن مرادا لا يمتنع عليه وأن وجوده عند إرادته غير متوقف كوجود المأمور به عند أمر الآمر المطاع إذ أورد على المأمور المطيع الممتثل ولا قول ثم والمعنى أن إيجاد كل مقدور على الله بهذه