النحل ٤١ - ٤٦
السهولة فكيف يمتنع عليه البعث الذي هو من بعض المقدورات والذين هاجروا في الله في حقه ولوجهه من بعد ما ظلموا هم رسول الله وأصحابه ظلمهم أهل مكة ففروا بدينهم الى الله منهم من هاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة فجمع بين الهجرتين ومنهم من هاجر إلى المدينة لنبوئنهم في الدنيا حسنة صفة للمصدر اي تبوئة حسنة أو لنبوئنهم مباءة حسنة وهي المدنية حيث آواهم أهلها ونصروهم ولأجر الآخرة أكبر الوقف لازم عليه لأن جواب لو كانوا يعلمون محذوف والضمير للكفار أي لو علموا ذلك لرغبوا في الدين أو للمهاجرين أي لو كانوا يعلمون لزادوا في اجتهادهم وصبرهم الذين صبروا أي هم الذين صبروا أو أعنى الذين صبروا وكلاهما مدح أي صبروا على مفارقة الوطن الذي هو حرم الله المحبوب في كل قلب فكيف بقلوب قوم هو مسقط رءوسهم وعلى المجاهدة وبذل الأرواح في سبيل الله وعلى ربهم يتوكلون أي يفوضون الأمر إلى ربهم ويرضون بما أصابهم في دين الله ولما قالت قريش الله أعظم من ان يكون رسوله بشرا نزل وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا يوحى إليهم على السنة الملائكة نوحى حفص فاسئلوا أهل الذكر اهل الكتاب ليعلموكم أن الله لم يبعث إلى الأمم السالفة الا بشرا وقيل للكتاب الذكر لأنه موعظة وتنبيه للغافلين إن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر أي بالمعجزات والكتب والباء يتعلق برجالا صفة له أي رجالا ملتبسين بالبينات أو بأرسلنا مضمرا كانه قيل بم أرسل الرسل فقيل بالبينات أو بيوحى أي يوحى اليهم بالبينات أو بلا تعلمون وقوله فاسئلوا أهل الذكر اعتراض على الوجوه المتقدمة وقوله وأنزلنا إليك الذكر القرآن لتبين للناس ما نزل اليهم في الذكر مما امروا به ونهوا عنه ووعدوا به وأوعدوا ولعلهم يتفكرون في تنبيهاته فينتبهوا أفأمن الذين مكروا السيئات أي المكرات والسيئات وهم أهل مكة وما مكروا به رسول الله عليه السلام أن يخسف الله بهم الأرض كما فعل بمن تقدمهم أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون أي بغتة أو يأخذهم في تقلبهم متقلبين في مسايرهم ومتاجرهم فما هم بمعجزين