النحل ٤٧ - ٥١
أو يأخذهم على تخوف متخوفين وهو أن يهلك قوما قبلهم فيتخوفوا فيأخذهم العذاب وهم متخوفون متوقعون وهو خلاف قوله من حيث لا يشعرون فإن ربكم لرءوف رحيم حيث يحلم عنكم ولا يعاجلكم مع استحقاقكم والمعنى أنه إذا لم يأخذكم مع ما فيكم فانما رأفته تقيكم ورحمته تحميكم أو لم يروا وبالتاء حمزة وعلي وأبو بكر إلى ما خلق الله ما موصولة بخلق الله وهو مبهم بيانه من شيء يتفيؤا ظلاله أي يرجع من موضع إلى موضع وبالتاء بصرى عن اليمين أي الإيمان والشمائل جمع شمال سجدا الله حال من الظلال عن مجاهد إذا زالت الشمس سجد كل شيء وهم داخرون صاغرون وهو خال من الضمير في ظلاله لأنه في معنى الجمع وهو ما خلق الله من كل شيء له ظل وجمع بالواو والنون لأن الدخور من اوصاف العقلاء أو لأن في جملة ذلك من يعقل فغلب والمعنى أو لم يروا إلى ما خلق الله من الأجرام التي لها ظلال متفيئة عن ايمانها وشمائلها أي ترجع الظلال من جانب إلى جانب منقادة لله تعالى غير ممتنعة عليه فيما سخرها له من التفيؤ والاجرام في أنفسها داخرة أيضا صاغرة منقادة لأفعال الله فيها غير ممتنعة ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض من دابة من بيان لما في السموات وما في الأرض جميعا على أن في السموات خلقا يدبون فيها كما تدب الأناسى في الأرض او بيان لما في الأرض وحده والمراد بما في السموات ملائكتهن وبقوله والملائكة ملائكة الأرض من الحفظة وغيرهم قيل المراد بسجود المكلفين طاعتهم وعبادتهم وبسجود غيرهم انقيادهم لارادة الله ومعنى الانقياد يجمعهما فلم يختلفا فلذا أجاز أن يعبر عنهما بلفظ واحد وجىء بما إذ هو صالح للعقلاء وغيرهم ولو جىء بمن لتناول العقلاء خاصة وهم لا يستكبرون يخافون ربهم هو حال من الضمير في لا يستكبرون أي لا يستكبرون خائفين من فوقهم ان علقته بيخافون فمعناه يخافونه أن يرسل عليهم عذابا من فوقهم وان علقته بربهم حالا منه فمعناه يخافون ربهم غالبا لهم قاهرا كقوله وهو القاهر فوق عباده ويفعلون ما يؤمرون وفيه دليل على أن الملائكة مكلفون مدارون على الأمر والنهى وأنهم بين الخوف والرجاء وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فان قلت انما جمعوا بين العدد والمعدود فيما وراء الواحد والاثنين فقالوا عندى رجال ثلاثة لأن المعدود عار


الصفحة التالية
Icon